قيس
جزيرة في بحر فارس دورها أربعة فراسخ ، ومدينتها حسنة مليحة المنظر ، ذات سور وأبواب وبساتين وعمارات ، وهي مرفأ مراكب الهند والفرس ومنقلب التجارة ومتجر العرب والعجم. شربها من الآبار ولخواصّ الناس صهاريج.
وحولها جزائر كلّها لصاحب قيس ، لكنّها في الصيف أشبه شيء ببيت حمّام حارّ شديدة السخونة ، وفي هذا الوقت يطول جلد خصي الناس حتى يصير ذراعا ، فيرى كلّ أحد يتّخذ كيسا فيه عفص مسحوق وقشر رمان ويترك خصيتيّه فيه حتى لا تطول صفته.
يجلب منها كلّ أعجوبة وقعت في بلاد الهند. وكان ملكها في قوم ورثوها إلى أن ملك منهم ظالم يظلمهم ، فخامروه وبعثوا إلى صاحب هرمز فطلبوه ، فجاء الهرري ملكها وكان يظلم أفحش من ظلم القيسي ، فخامروه وبعثوا إلى صاحب شيراز فطلبوه ، فجهّز عسكرا بعثهم في مراكب وخرج عسكر الهرمزي لقتالهم في مراكب ، فنزلوا في سيرهم على نشز للاستراحة ، فوصلت مراكب الفرس وهم على النشز فأضرموا النار في مراكب الهرامزة وساروا نحو قيس وملكوها بأسهل طريق ، وكانت الهرامزة أقوى من الفرس وأعرف بقتال البحر إلّا أن جدّهم قعد بهم.
كابل
مدينة مشهورة بأرض الهند. بها ما يوجد من الجروم إلّا النخل ويقع بنواحيها الثلج ولا يقع بها. وأهلها مسلمون وكفّار. وزعمت الهند ان الشاهية لا تنعقد إلّا بكابل ، وإن كان بغيرها فلا يصير واجب الطاعة حتى يصير إليها ويعقد له الملك هنا. يجلب منها النوق البخاتي وهي أحسن أنواع الإبل.