بعض من يستحقّ القتل ثمّ اقتله.
فقال القاضي : سمعا وطاعة! وقام من عنده فرحا يقول في نفسه : ذهبت بألفي ألف دينار أتمتّع بها أنا وأولادي وأحفادي ، وإذا مات عضد الدولة من يطالب بالمال ولا حجّة ولا شاهد؟ واشتغل بعمل الازج وبعث عضد الدولة إلى أصبهان لإحضار الفتى المظلوم.
فلمّا أخبر القاضي عضد الدولة بإتمام الازج قال عضد الدولة للفتى المظلوم : اذهب إلى القاضي وطالبه بالوديعة وهدّده برفع الأمر إلى عضد الدولة! فذهب إليه وقال : أيّها القاضي ساء حالي وطال ظلمك عليّ. لآخذنّ غدا بلجام عضد الدولة! فقام القاضي ودخل الحجرة وطلب الفتى وعانقه وقال : يا ابن الأخ ان أباك كان صديقي واني ما حبست حقّك إلّا لمصلحتك ، لأني سمعت أنّك أتلفت مالا كثيرا فأخّرت وديعتك إلى أن أعرف رشدك ، والآن عرفت رشدك ، خذ حقّك بارك الله لك فيها!
وأخرج القمقمتين وسلّمهما إليه ، فأخذهما الفتى ومضى إلى عضد الدولة بهما. فأحضر القاضي وقال : أيّها الشيخ القاضي اني أجريت عليك رزقك لتقطع طمعك عن أموال الناس ، ولولا أنّك شيخ لجعلتك عبرة للناس ، وصحّ عندي أن جميع ما تتقلّب فيه حرام من أموال الناس!
فختم على جميع ما كان له وعزله ، وردّ مال الفتى إليه وقال : الحمد لله الذي وفّقني لإزالة ظلم هذا الظالم!
كركويه
مدينة بسجستان قديمة. بها قبّتان عظيمتان زعموا أنّهما من عهد رستم الشديد ، وعلى رأس القبّتين قرنان قد جعل ميل كلّ واحد منهما إلى الآخر ، تشبيها بقرني الثور ، بقاؤهما من عهد رستم إلى زماننا هذا من أعجب الأشياء ؛ وتحت القبّتين بيت نار للمجوس تشبيها بأن الملك يبني قرب داره معبدا يتعبّد