أتعرف قائل هذا الشعر :
ماذا أؤمّل بعد آل محرّق |
|
تركوا منازلهم وبعد إيّاد |
قال : لا! فقال : توقّف يا وكيل في شهادته فإن من كان في قومه رجل له هذه النباهة وهو لا يعرفه أظنّه ضعيفا.
وكتب مسروق بن عبد الله إلى القاضي شريح ، وقد دخل زياد ابن أبيه في مرض موته ومنعوا الناس عنه ، وكتب إليه : أخبرنا عن حال الأمير فإن القلوب لبطء مرضه مجروحة ، والصدور لنا حزينة غير مشروحة! فأجابه القاضي :تركت الأمير وهو يأمر وينهى! فقال : أما تعلمون أن القاضي صاحب تعريض؟يقول : تركته يأمر الوصيّة وينهى عن الجزع! وكان كما ظنّ. والقاضي شريح توف سنة اثنتين وثمانين عن مائة وعشرين سنة.
وينسب إليها أبو عبد الله سعيد بن جبير ، كان الناس إذا سألوا بالكوفة ابن عبّاس يقول : أتسألونني وفيكم سعيد بن جبير؟ وكان سعيد ممّن خرج على الحجّاج وشهد دير الجماجم ، فلمّا انهزم ابن الأشعث لحق سعيد بمكّة ، وبعد مدّة بعثه خالد بن عبد الله القسري ، وكان واليا على مكّة من قبل الوليد ابن عبد الملك ، إلى الحجّاج تحت الاستظهار ، وكان في طريقه يصوم نهارا ويقوم ليلا ، فقال له الموكّل به : إني لا أحبّ أن أحملك إلى من يقتلك ، فاذهب أي طريق شئت! فقال له سعيد : انّه يبلغ الحجّاج أنّك خليتني وأخاف أن يقتلك! فلمّا دخل على الحجّاج قال له : من أنت؟ قال : سعيد بن جبير! قال : بل أنت شقيّ بن كسير! قال : سمّتني أمّي! قال : شقيت! قال : الغيب يعلمه غيرك! فقال له الحجّاج : لأبدّلنّك من دنياك نارا تتلظّى! فقال سعيد :لو علمت أن ذاك إليك ما اتّخذت إلها غيرك! قال : ما تقول في الأمير؟ قال :إن كان محسنا فعند الله ثواب إحسانه ، وإن كان مسيئا فلن يعجز الله! قال :فما تقول فيّ؟ قال : أنت أعلم بنفسك! فقال : تب في علمك! فقال : اذم