منها النجائب المهريّة ، وانّها كريمة جدّا ، ذكر أن سليمان بن عبد الملك كتب إلى عامله باليمن ليشتري له نجائب مهرية ، فطلبوا فلم يجدوا شيئا ، فقدم رجل من بجيلة على جمل عظيم الهامة ، فساوموه فقال : لا أبيعه.
فقالوا : لا نغصبك ولا ندعك ، لكن نحبسك ونكاتب أمير المؤمنين حتى يأتينا أمره! فقال : هلّا خيرا من هذا؟ قالوا : وما هو؟ قال : معكم نجائب كرام وخيل سبّق ، دعوني حتى أركب جملي واتبعوني ، فإن لحقتموني فهو لكم بغير ثمن. ثمّ قال : تأهّبوا. فصاح في أذنه ثمّ أثاره ، فوثب وثبة شديدة فتبعوه فلم يدركوه.
وبار
قال اللّيث : هو أرض بين اليمن وجبال يبرين من محالّ عاد ، فلمّا أهلكوا أورث الله أرضهم الجنّ فلا يتقاربها أحد من الناس.
قال أهل السير : هي مسمّاة بوبار بن ارم بن سام بن نوح ، عليه السلام ، وهي ما بين الشّحر إلى صنعاء زهاء ثلاثمائة فرسخ في مثلها.
قال أحمد بن محمّد الهمذاني : وبار كانت أكثر الأرضين خيرا وأخصبها ضياعا وأكثرها شجرا ومياها وثمرا ، فكثرت بها القبائل وعظمت أموالهم ، وكانوا ذوي أجسام فأشروا وبطروا لم يعرفوا حقّ نعم الله تعالى عليهم ، فبدّل الله تعالى خلقهم وصيّرهم نسناسا ، لأحدهم نصف رأس ونصف وجه وعين واحدة ويد واحدة ورجل واحدة ، فخرجوا يرعون في تلك الغياض على شاطىء البحر كما ترعى البهائم ، وهم فيما بين وبار وأرض الشّحر وأطراف اليمن ، يفسدون الزرع فيصيدهم أهل تلك الديار بالكلاب ، ينفّرونهم عن زروعهم وحدائقهم.
حكى ابن الكيس النمري قال : كنّا في رفقة أضللنا الطريق ، فوقعنا في غيضة على ساحل البحر لا يدرك طرفاه ، فإذا أنا بشيخ طويل كالنخلة ، له