ونحن نرحّب بهذا الحجاج الذي يستند فيه إلى المبشّر
__________________
=ومنهُ : «ولقد آتينا بك الحكم كالذي من قبلك من المرسلين وجعلنا لك منهم وصيّاً لعلهم يرجعون».
ما معنى آتينا بك الحكم ، ولمن يرجع الضمير الذي في «منهم» و «لعلهم» ، هل المرجع للضمير في قلب الشاعر ، وما هو وجه المناسبة في لعلهم يرجعون.
ومنهُ : «وان علياً قانت في الليل ساجد يحذر الآخرة ويرجو ثواب ربه قل هل يستوي الذين ظلموا وهم بعذابي يعلمون».
قل ما هو محل هل يستوي الذين ظلموا ، وما هي المناسبة له في قوله وهم بعذابي يعلمون ، ولعل هذا الملفق تختلج في ذهنه الآيتان الحادية عشرة والثانية عشرة من سورة الزمر. وفي آخرها «هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون». فأراد الملفق ان يلفق منهما شيئاً بعدم معرفته فقال في آخر ما لفق هل يستوي الذين ظلموا ، ولم يفهم أنه جيء بالاستفهام الانكاري في الآيتين لانهُ ذكر فيهما الذي جعل لله انداداً ليضل عن سبيله ، والقانت آناء الليل يرجو رحمة ربه فهما لا يستويان ، ولا يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون.
هذا بعض الكلام في هذه المهزلة.
وصاحب فصل الخطاب من المحدثين المكثرين المجدين في التتبع للشواذ ، وانهُ ليعد امثال هذا المنقول في دبستان المذاهب ضالته المنشودة ، ومع ذلك قال أنهُ لم يجد لهذا المنقول أثر في كتب الشيعة.
فيا للعجب من صاحب دبستان المذاهب من أين جاء بنسبة هذهِ الدعوى إلى الشيعة ، وفي أي كتاب لهم وجدها ، أفهكذا يكون النقل في الكتب ، ولكن لا عجب «شنشنة أعرفها من أخزم» فكم نقلوا عن الشيعة مثل هذا النقل الكاذب كما في كتاب الملل للشهرستاني ومقدمة ابن خلدون وغير ذلك مما كتبه بعض الناس في هذه السنين والله المستعان.