فضلا عن أهل العلم والفضل.
وإليه أشـار تعـالى بقوله : (وَجَـادَلُوا بِالْبَاطِلِ لِيُـدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ)(١).
وقوله تعالى : (وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي الله بِغَيْرِ عِلْم وَلاَ هُدىً وَلاَ كِتَاب مُنِير)(٢).
وقوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَـاتِ الله بِـغَيْرِ سُـلْطَان أَتَاهُمْ إِن فِي صُدُورِهِمْ أَلاَّ كِبْرٌ مَا هُم بِبَالِغِيهِ)(٣).
ثانياً : أن تكون الأدلّة مبنية على مقدّمات يقينية ، أو مُجمَع على التسـليم بها ، أو مسـلّم بها عند الخصم ، فَـيُلْزَم بها لِما ألزم به نفسـه ، فتكون النتائج يقينية أو إلزامية ، وهذا هو الجدال بالتي هي أحسـن ، وإليه أشـار تعالى بقوله : (وَلاَ تُـجَادِلُوا أَهْـلَ الْكِتَابِ إِلاَّ بِـالَّتِي هِـيَ أَحْسَـنُ)(٤).
كما روي عن النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) أنّه قال : «نحن المجادلون في دين الله على لسـان سـبعين نبيّـاً»(٥).
وهذه طريقة المتكلّمين ، وهي التي أمر المعصومون عليهمالسلام بها ؛ كقول الإمام الصادق عليهالسلام لهشـام بن الحكم بعد مناظرته للشـامي : «مثلُـك فليكلّم الناس»(٦).
__________________
(١) سـورة غافر ٤٠ : ٥.
(٢) سـورة الحج ٢٢ : ٨.
(٣) سـورة غافر ٤٠ : ٥٦.
(٤) سـورة العنكبوت ٢٩ : ٤٦.
(٥) الاحتجاج ١ / ٦.
(٦) الكافي ١ / ١٧٣ ح ٤ ، الإرشـاد ـ للمفيد ـ ٢ / ١٩٩ ، الاحتجاج ٢ / ٢٨٢.