إذا أنت أعطيته من النصف الآخر»(١).
وعن جميل عن أبي عبد الله عليه السلام قال : «خياركم سمحاؤكم وشراركم بخلاؤكم ، ومن صالح الأعمال البرّ بالإخوان والسّعي في حوائجهم ، وفي ذلك مرغمة الشيطان وتزحزح عن النيران ودخول الجنان.
يا جميل ، أخبر بهذا الحديث غرر أصحابك.
قلت : مَن غرر أصحابي؟
قال : هم البارّون بالإخوان في العسر واليسر. ثمّ قال : أما إنّ صاحب الكثير يهون عليه ذلك ، وقد مدح الله صاحب القليل فقال : (وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)(٢)»(٣).
وعن المفضّل قال : «كنت عند أبي عبد الله عليه السلام ، فسأله رجل في كم تجب الزكاة من المال؟
فقال له : الزكاة الظاهرة أم الباطنة تريد؟ قال : أريدها جميعاً.
فقال : أمّا الظاهرة ، ففي كلّ ألف خمسة وعشرون درهماً. وأمّا الباطنة ، فلا تستأثر على أخيك بما هو أحوج إليك منك»(٤).
هذا ، ومن الأخبار في بذل المال في حوائج المؤمنين :
عن عمّار الساباطي : إنّ الصّادق عليه السلام قال له : «يا عمّار ، أنت
__________________
(١) وسائل الشيعة ٩/٤٢٧ ح ١٢٤٠٣.
(٢) سورة الحشر ٥٩ : ٩.
(٣) بحار الأنوار ٧١/٣٩٤.
(٤) بحار الانوار ٧١/٣٩٦.