__________________
أبي عبـد الله جعفر بن محمّـد الدوريسـتي ، وفيه تأمّل ؛ لِما يلي :
إنّ الشـيخ جعفر بن محمّـد الدوريسـتي يعدّ في طبقة الشـيخ الطوسـي ؛ لأنّه من تلامذة الشـيخ المفيد ، والشـريف المرتضى ، ويروي عنه محمّـد بن أحمد بن شـهريار الخازن ، تلميذ الطوسـي وصهره على بنته ، وكان حيّـاً سـنة ٤٧٣ هـ على ما ذكره صاحب «الذريعة» إذ قال : «وبقي صاحب الترجمة إلى سـنة ٤٧٣ ، كما يظهر من كتاب (ثاقب المناقب) على ما أورد عنه صاحب (الروضات) في ص ٥٩٧ ، وهي حكاية أبي عبـد الله المحدّث ، أملاها المفيد على صاحب الترجمة في سـنة ٤٠١ هـ بالعربية ، ثمّ ترجمها صاحبُ الترجمة إلى الفارسـية بخطّه في سـنة ٤٧٣ هـ ، ثمّ عرّب الفارسـية صاحبُ (ثاقب المناقب) وأدرجها في كتابه المذكور سـنة ٥٦٠ هـ كما فصّلناه في (الذريعة)».
انظر : طبقات أعلام الشـيعة ـ القرن الخامس والسـادس ـ ٢ / ٤٣ ـ ٤٤ ، الذريعة ٥ / ٥.
كما ذكر كحّالة أنّه كان حيّاً قبل سـنة ٤٦٠ هـ ، ولم يتهيّأ لي معرفة مرجعه في ذلك.
انظر : معجم المؤلّفين ١ / ٤٩٤ رقم ٣٧١٤.
وعلى هذا ، فمن البعيد جدّاً أن يكون هو المقرّر لمناظرة الشـيخ الصدوق مع ركن الدولة ؛ لأنّ المناظرة جرت نحو سـنة ٣٤٧ هـ ، كما سـيأتي بيان ذلك في ترجمة والده.
ولو افترضنا أنّـه كان من المعمّرين ـ كما احتمله صاحب «روضات الجنّات» ـ ، فإنّـه لا يمكن حضوره في مجلس المناظرة حتّى مع هذا الاحتمال ؛ لأنّ ولادته سـتكون بعد سـنة ٣٤٧ هـ مع احتمال وفاته في سـنة ٤٧٣ هـ ؛ ولو تنزّلنا وقلنا : إنّ المناظرة جرت في سـنة وفاة ركن الدولة ، فيكون وقتئذ طفلا إنْ لم يكن قد وُلد بعـد ، ومن البعيد حضوره في هذا المجلس وهو بهذه السـنّ الصغيرة.
أضف إلى ذلك أنّ جملة ممّن ترجم له ذكروا أنّه وُلد سـنة ٣٨٠ هـ.
فقد ترجمه صاحب «السـياق لتاريخ نيسـابور» كما في «المنتخب» ص ١٨٥ رقم ٤٦٤ بهذا العنوان : «الفقيه الدويسي : جعفر بن محمّـد بن أحمد بن العبّـاس ، الفقيه ، أبو عبـد الله الدويسـي ، قرية من قرى بيهق ، حدّث عن محمّـد