(وَكَمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْناها فَجاءَها بَأْسُنا بَياتاً أَوْ هُمْ قائِلُونَ (٤) فَما كانَ دَعْواهُمْ إِذْ جاءَهُمْ بَأْسُنا إِلاَّ أَنْ قالُوا إِنَّا كُنَّا ظالِمِينَ (٥) فَلَنَسْئَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْئَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ (٦) فَلَنَقُصَّنَّ عَلَيْهِمْ بِعِلْمٍ وَما كُنَّا غائِبِينَ (٧) وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوازِينُهُ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (٨) وَمَنْ خَفَّتْ مَوازِينُهُ فَأُولئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ بِما كانُوا بِآياتِنا يَظْلِمُونَ (٩))
٤ ـ (وَكَمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْناها ...) كم : لفظة توضع للتكثير بعكس لفظة : ربّ. وقد قال الفرزدق :
كم عمة لك يا جرير وخالة |
|
فدعاء قد حلبت عليّ عشاري |
وموضع : كم ، في الآية رفع بالابتداء ، وأهلكناها خبرها ... فبعد أن سبق أمره سبحانه للمكلّفين بوجوب اتّباع القرآن الكريم ، وبالتحذير من مخالفته ، وبالتذكّر والانتفاع بالذكرى ، عقّب بهذه الآية الكريمة قائلا : كم من قرية أهلكناها : أي من أهل قرية ، فإنهم هم الذين يقع عليهم الهلاك ، وقد حذف اللفظ لدلالة المعنى عليه. والإهلاك يكون بالإبادة والاستئصال والعذاب الشديد. فكثيرا من القرى أهلكناها (فَجاءَها بَأْسُنا) أي حين حلّ فيها عذابنا (بَياتاً) في الليل وأهلها بائتون ، وقد سمّي البيت بيتا لأنه يصلح للمبيت (أَوْ هُمْ قائِلُونَ) يعني نزل العذاب بأهل القرى حين مبيتهم أو حين القيلولة التي هي نصف النهار حين يأوي الإنسان إلى بيته ليرتاح بعد العمل منذ الصباح إلى الظهر.
أما الفاء في : فجاءها بأسنا ، فهي للتعقيب. فإن قيل كيف عقّبنا بها