قالوا : ربّ مسّني الضّر وأنت أرحم الراحمين. والضّر ـ بالفتح ـ هو ضد النفع مطلقا. فإن أصابك ـ يا محمد ـ شيء من الضّر (فَلا كاشِفَ لَهُ) أي لا رافع ولا مزيل له (إِلَّا هُوَ) سبحانه وتعالى لأنه الواحد الأحد المستطيع لذلك (وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ) أي إن يصبك بنعمة وفضل وأمن وإيمان ورزق ومال وغيره من أفضاله (فَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) أي مستطيع قادر على إعطاء النّعم الظاهرة والباطنة ، الدائمة والمؤقّتة ، الكثيرة والقليلة.
١٨ ـ (وَهُوَ الْقاهِرُ فَوْقَ عِبادِهِ ...) أي أنه سبحانه هو المتسلّط الذي يقهر عباده ويقدر على إحيائهم وإماتتهم ورزقهم وحرمانهم ، بجميع معاني القهر المتصوّرة وغير المتصوّرة ، وبأعظم معاني القدرة عليهم (وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ) الذي يفعل بهم ما تقتضيه الحكمة وحسن التدبير في جميع أمورهم ، لأنه خبير عليم عارف بجميع حالاتهم وما يليق بهم.
* * *
(قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهادَةً قُلِ اللهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ أَإِنَّكُمْ لَتَشْهَدُونَ أَنَّ مَعَ اللهِ آلِهَةً أُخْرى قُلْ لا أَشْهَدُ قُلْ إِنَّما هُوَ إِلهٌ واحِدٌ وَإِنَّنِي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ (١٩) الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ يَعْرِفُونَهُ كَما يَعْرِفُونَ أَبْناءَهُمُ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ (٢٠) وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللهِ كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِآياتِهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ (٢١))
١٩ ـ (قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهادَةً ...) لفظ : شهادة ، تمييز. وقد نزلت هذه المباركة حين قالوا للنبيّ صلىاللهعليهوآله : إنّ أهل الكتاب أنكروك ، فأتنا بمن يشهد بصدق رسالتك. فيا محمد قل : أي شهادة هي