هذا أحد إلّا الله تعالى.
* * *
(يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِمَنْ فِي أَيْدِيكُمْ مِنَ الْأَسْرى إِنْ يَعْلَمِ اللهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْراً يُؤْتِكُمْ خَيْراً مِمَّا أُخِذَ مِنْكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (٧٠) وَإِنْ يُرِيدُوا خِيانَتَكَ فَقَدْ خانُوا اللهَ مِنْ قَبْلُ فَأَمْكَنَ مِنْهُمْ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (٧١))
٧٠ ـ (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِمَنْ فِي أَيْدِيكُمْ مِنَ الْأَسْرى ...) هذا خطاب للنبيّ (ص) وأمر أن يقول لأسرى بدر : (إِنْ يَعْلَمِ اللهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْراً) أي لو علم أن عندكم صلاحا ورغبة في الإيمان وصفاء نيّة (يُؤْتِكُمْ خَيْراً) أي أفضل (مِمَّا أُخِذَ مِنْكُمْ) من الفداء في الدّنيا (وَيَغْفِرْ لَكُمْ) ذنوبكم في الآخرة (وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) يعفو عن السيئات ويرحم عباده. ولا يخفى على ذوي الدربة أنه سبحانه ذكر الأيدي لأن من كان في قبضة المسلمين من الأسرى ، فهو بمنزلة من يكون بأيديهم بعد أن استولوا عليه. وهو كقولك : أصبح الأمر في قبضة يدي ، أي تحت تسلّطي وفي حوزتي.
وقد روي عن العباس بن عبد المطلب قوله : نزلت هذه الآية فيّ وفي أصحابي. كان معي عشرون أوقية ذهبا فأخذت منّي ، فأعطاني الله مكانها عشرين عبدا كلّ منهم يضرب بمال كثير ، وأدناهم يضرب بعشرين ألف درهم مكان العشرين أوقية ، وأعطاني زمزم وما أحبّ أن لي بها جميع أموال أهل مكة وأنا أنتظر المغفرة من ربّي.
٧١ ـ (وَإِنْ يُرِيدُوا خِيانَتَكَ فَقَدْ خانُوا اللهَ ...) أي إذا أراد الأسرى الذين أطلقتهم يا محمد ، أن يخونوا العهد معك وأن يعدّوا حربا عليك أو ينصروا عدوّك ، فقد خانوا الله ، بالتعدّي على سننه (مِنْ قَبْلُ) إذ خرجوا