الْأَعْرابِ لِيُؤْذَنَ لَهُمْ وَقَعَدَ الَّذِينَ كَذَبُوا اللهَ وَرَسُولَهُ سَيُصِيبُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ (٩٠))
٩٠ ـ (وَجاءَ الْمُعَذِّرُونَ مِنَ الْأَعْرابِ ...) المعذّرون : هم المتعذّرون سواء كان لهم عذر أو لم يكن ، وقد أدغمت التاء في الذال ، وقيل : هو جمع معذّر أي : مقصّر ، وهو الذي يريك أنه معذور ولا عذر له. والمعنى أنه جاء هؤلاء المعتذرون بغير عذر واقعيّ كما هو عليه أكثر المفسرين إلى النبيّ (ص) (لِيُؤْذَنَ لَهُمْ) في عدم الخروج إلى الجهاد والتخلف عن الغزو (وَقَعَدَ الَّذِينَ كَذَبُوا اللهَ وَرَسُولَهُ) فيما كانوا يبطنونه من النفاق رغم إظهارهم الإسلام ، و (سَيُصِيبُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ) والفريقان من الذين كفروا ، أي الذين اعتذروا كاذبين ، والذين قعدوا ولم يعتذروا. وقد قال أبو عمرو العلا ـ كما في الجمع ـ : كلا الفريقين كان مسيئا : جاء قوم فعذروا ، وجنح آخرون فقعدوا. يعني أن هؤلاء اعتذروا باطلا ، وأولئك قعدوا عن الاعتذار وهم ليسوا بذوي عذر ... وهؤلاء جميعا ارتكبوا جرأة عظيمة على الله عزوجل.
* * *
(لَيْسَ عَلَى الضُّعَفاءِ وَلا عَلَى الْمَرْضى وَلا عَلَى الَّذِينَ لا يَجِدُونَ ما يُنْفِقُونَ حَرَجٌ إِذا نَصَحُوا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ ما عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (٩١) وَلا عَلَى الَّذِينَ إِذا ما أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لا أَجِدُ ما أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَناً أَلاَّ يَجِدُوا ما يُنْفِقُونَ (٩٢) إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ