كانوا يعدّونه شريكا مع الله تعالى ، افتراء عليه ، وتاهوا عن معبودهم وتاه عنهم.
* * *
(قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّماءِ وَالْأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللهُ فَقُلْ أَفَلا تَتَّقُونَ (٣١) فَذلِكُمُ اللهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ فَما ذا بَعْدَ الْحَقِّ إِلاَّ الضَّلالُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ (٣٢) كَذلِكَ حَقَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ فَسَقُوا أَنَّهُمْ لا يُؤْمِنُونَ (٣٣))
٣١ ـ (قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّماءِ وَالْأَرْضِ ...) خاطب سبحانه نبيّه العظيم : قل يا محمد لهؤلاء بعد أن أوضحنا لهم الأدلة الكافية على التوحيد : من يخلق الأرزاق ويعطيكم إياها من السماء : بالمطر الذي ينزله (وَ) من (الْأَرْضِ) بالنبات والزرع والأشجار ، ومن يغدق عليكم هذا العطاء الدائم الجاري (أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصارَ) هي أم ومن أي : فمن هو الذي يملك إعطاءكم حاستي السمع والبصر ولو شاء لسلبهما؟ (وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَ) كالإنسان من النطفة ، وكلّ حيوان من بطن أمه ، وأي كائن حيّ على الكيفية التي قدّرها (وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِ) كالبيضة من الدجاجة وكالبذرة من النّبتة. وقيل : المقصود : من يخرج المؤمن من الكافر ، والكافر من المؤمن (وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ) أي مطلق الأمر في السماوات والأرضين ، ويعني به الأمر المحكم المنتظم الذي ليس فيه خلل؟ ... (فَسَيَقُولُونَ : اللهُ) يعني : سيعترفون بأن الله يفعل ذلك كلّه وأن معبوداتهم من الأصنام لا تقدر عليها (فَقُلْ) يا محمد لهم : (أَفَلا تَتَّقُونَ) أفلا تفكّرون بعقولكم وتدركون هذه المعاني؟ وهذه الآية الكريمة من أجمل طرق المحاجّة في الربوبيّة والوحدانية ، لأن العقلاء ـ إجمالا ـ لا بد