تَحْكُمُونَ) كيف تقضون في هذا الأمر؟ وهذا تعجيب من حالهم لأنهم يحكمون لأنفسهم بما لا تقوم عليه حجة.
وما لكم كيف تحكمون : ما : مبتدأ. لكم : خبره. كيف : منصوب بقوله : تحكمون ، أي تحكمون كيف.
٣٦ ـ (وَما يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلَّا ظَنًّا ...) أي لا يأخذ أكثر هؤلاء الكفار إلّا بالظّن : التخمين الذي لا يفيد شيئا كتقليد آبائهم الذي ليس بشيء ، و (إِنَّ الظَّنَّ لا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئاً) لأن الظّن غير العلم ، والعلم هو الحقيقة ، فالظنّ لا يكفيهم بديلا عن الحق ، وقد يأتي على خلاف ما ظنّوا ويبعدهم عن الحق فلا يكون كالعلم والحق المقطوع به (إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ بِما يَفْعَلُونَ) عارف جيدا بما يعملون من عبادة غيره وسيجزيهم على ذلك الجزاء الملائم لشركهم.
* * *
(وَما كانَ هذَا الْقُرْآنُ أَنْ يُفْتَرى مِنْ دُونِ اللهِ وَلكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ الْكِتابِ لا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ (٣٧) أَمْ يَقُولُونَ افْتَراهُ قُلْ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللهِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (٣٨) بَلْ كَذَّبُوا بِما لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ كَذلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَانْظُرْ كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الظَّالِمِينَ (٣٩) وَمِنْهُمْ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ لا يُؤْمِنُ بِهِ وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِالْمُفْسِدِينَ (٤٠))