وَما تُغْنِي الْآياتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ (١٠١) فَهَلْ يَنْتَظِرُونَ إِلاَّ مِثْلَ أَيَّامِ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِهِمْ قُلْ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ (١٠٢) ثُمَّ نُنَجِّي رُسُلَنا وَالَّذِينَ آمَنُوا كَذلِكَ حَقًّا عَلَيْنا نُنْجِ الْمُؤْمِنِينَ (١٠٣))
١٠١ ـ (قُلِ انْظُرُوا ما ذا فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ ...) انظروا : أي اطلبوا الحقيقة عن طريق الفكر ، وتأمّلوا ما في السماوات والأرض. فقل يا محمد لمن يسألك عن الآيات والمعاجز فلينظر الدلائل والعجائب في مخلوقات الله تعالى كمجاري الشمس والقمر والنجوم ومختلف الأفلاك ، وكالبحار واليابسة وحركة الأرض وجميع ما في الكون من جمادات وأحياء (وَ) لكن (ما تُغْنِي الْآياتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ) أي لا تفيد الدلائل والبراهين ولا أقول الرّسل والمرشدين عند قوم لا يحملهم الخوف من سوء العاقبة ، لأنهم لا ينظرون في الآيات التي حولهم نظر تفهّم وتعقّل ، والحجج لا تفيد مع من لا يقبلها.
١٠٢ ـ (فَهَلْ يَنْتَظِرُونَ إِلَّا مِثْلَ أَيَّامِ الَّذِينَ خَلَوْا ...) أي فهل ينتظر الّذين تأمرهم بالإيمان فيأبون التصديق بأدلّتك ومعجزاتك ، إلّا أن يصيبهم مثل ما أصاب الّذين خلوا : أي مضوا من قبلهم ، في أيام نزول العذاب عليهم كأيّام عاد وثمود وقوم نوح وغيرهم. والمعنى أنهم لا ينتظرون إلا مثل ذلك ، ف (قُلْ) لهم يا محمد : (فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ) فتوقّعوا العذاب الذي وعد الله به الكافرين ، وأنا أنتظره معكم في جملة من ينتظره.
١٠٣ ـ (ثُمَّ نُنَجِّي رُسُلَنا وَالَّذِينَ آمَنُوا ...) ننجّي : أي نخلّص الأنبياء الذين بعثناهم وجميع من آمنوا معهم حين حلول العذاب وحال وقوعه ، و (كَذلِكَ) أي مثل نجاة من مضى من المؤمنين ننجّي من بقي ، وقد حقّ ذلك (حَقًّا عَلَيْنا) في قضائنا ، وجعلناه واجبا علينا من جهة الحكمة ومن باب اللطف بعبادنا (نُنْجِ الْمُؤْمِنِينَ) الماضين منهم والحاضرين نخلّصهم