١٠ ـ (وَلَئِنْ أَذَقْناهُ نَعْماءَ بَعْدَ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ ...) أي إذا أعطينا الإنسان نعمة جزيلة وأنزلنا عليه فضلا كبيرا بعد بلاء شديد أصابه (لَيَقُولَنَ) بعد حلول النعمة يقول بكل تأكيد : (ذَهَبَ السَّيِّئاتُ عَنِّي) أي راح ما يسوؤني من الآلام والفقر وغيرهما ، ثم ينسى فضل الله ولا يشكره لا على ذهاب الضرّاء ولا على حلول النّعماء (إِنَّهُ) لقلّة تفكّره بشكر المنعم حين زوال الضّر (لَفَرِحٌ) مسرور شديد السّرور (فَخُورٌ) يزدهي ويتيه فخرا بين الناس لما أصابه من فضل وهو غير شاكر لذهاب الضّر ومجيء العافية.
١١ ـ (إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ ...) هذا تتمّة لما سبقه ، فقد استثنى سبحانه من جحده (الَّذِينَ صَبَرُوا) على البلاء ، وقابلوا الضّر والشدائد بالصبر وبالحمد على السّراء والضرّاء (وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ) فعلوها وقاموا بالطاعات وجميع الواجبات وداوموا على الصلاح ، ف (أُولئِكَ) هؤلاء (لَهُمْ) من ربّهم (مَغْفِرَةٌ) تجاوز عن ذنوبهم (وَأَجْرٌ كَبِيرٌ) ثواب عظيم هو الجنّة.
* * *
(فَلَعَلَّكَ تارِكٌ بَعْضَ ما يُوحى إِلَيْكَ وَضائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ أَنْ يَقُولُوا لَوْ لا أُنْزِلَ عَلَيْهِ كَنْزٌ أَوْ جاءَ مَعَهُ مَلَكٌ إِنَّما أَنْتَ نَذِيرٌ وَاللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ (١٢) أَمْ يَقُولُونَ افْتَراهُ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَياتٍ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللهِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (١٣) فَإِلَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّما أُنْزِلَ بِعِلْمِ اللهِ وَأَنْ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (١٤))