٥٠ ـ (وَإِلى عادٍ أَخاهُمْ هُوداً ...) عاد سبحانه يقص ما جرى على الأنبياء من أممهم فقال لمحمد (ص) : وأرسلنا إلى قوم عاد (أَخاهُمْ) هودا. ونصب (أخا) بتقدير : أرسلنا. وقد عنى سبحانه أن هودا من قومه بالنسب لا بالدّين. وقد (قالَ يا قَوْمِ اعْبُدُوا اللهَ) أي وحّدوه وأطيعوه واجعلوا عبادتكم له لا لغيره من الأصنام (ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ) ليس لكم ربّ خالق رازق سواه (إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا مُفْتَرُونَ) يعني : ما أنتم إلّا كاذبون في قولكم بألوهيّة الأصنام.
٥١ ـ (يا قَوْمِ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً ...) أي : يا جماعتي لا أطلب منكم أجرة على دعائكم إلى الحق وإلى عبادة الله ولا أرغب في جزاء على ذلك (إِنْ أَجْرِيَ) ليس جزائي (إِلَّا عَلَى الَّذِي فَطَرَنِي) الذى خلقني وكلّفني بذلك (أَفَلا تَعْقِلُونَ) أفلا تتفكّرون بأنني لم أقصد إلّا مصلحتكم ، ثم تعقلون عني ما أبلّغكم إياه؟
٥٢ ـ (وَيا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ...) أي اطلبوا مغفرة خالقكم وعفوه (ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ) أعلنوا امتناعكم عن المعاصي وندمكم على ما سبق منكم (يُرْسِلِ السَّماءَ عَلَيْكُمْ مِدْراراً) أي ينزل المطر عليكم من السماء متتابعا دارّا : منهمرا. وقيل إن هودا عليهالسلام قال لهم ذلك لأنهم كانوا قد أجدبوا وأصيبوا بالقحط ، فوعدهم بالمطر والخصب ونزول الغيث (وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلى قُوَّتِكُمْ) فسّروا القوّة هنا بالمال والأولاد ، أي أطيعوه يغثكم ويزد في مالكم وأولادكم ، فيقوى أمركم ويزيد عزّكم (وَلا تَتَوَلَّوْا) لا تنصرفوا وتميلوا عما أدعوكم إليه (مُجْرِمِينَ) مرتكبين للجرم الذي هو الشّرك والكفر ، وليس بعد الكفر ذنب ولا جرم.
* * *
(قالُوا يا هُودُ ما جِئْتَنا بِبَيِّنَةٍ وَما نَحْنُ بِتارِكِي آلِهَتِنا عَنْ قَوْلِكَ وَما نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ (٥٣)