خشي منهم سوءا لفتوّتهم وكون بيته في أطراف البلد ، وقيل ـ وهو الأوجه ـ عرف كونهم ملائكة وخاف أن يكونوا قد حملوا خبر عذاب ينزل بقومه ، ولذلك (قالُوا) له : (لا تَخَفْ) لا تفزع يا إبراهيم (إِنَّا أُرْسِلْنا إِلى قَوْمِ لُوطٍ) أي بعثنا إليهم بالهلاك ونزول عذاب الدّنيا عليهم.
٧١ ـ (وَامْرَأَتُهُ قائِمَةٌ فَضَحِكَتْ ...) هي امرأة إبراهيم عليهالسلام : سارة بنت هاران بن ياحور ابنة عمّه كانت واقفة خلف السّتر تسمع حديث إبراهيم (ع) مع الرّسل ، وقيل كانت قائمة على خدمتهم وهو جالس معهم (فَضَحِكَتْ) قيل تبسّمت فرحا لأنها كانت تشمئز من غفلة قوم لوط وتنصح إبراهيم بضم لوط إليه خوف نزول العذاب. وقيل ضحكت ضحك العتب على أضياف قدمت لهم الطعام فرفضوه وقالت : عجبا لأضيافنا نخدمهم بأنفسنا تكرمة لهم وهم لا يتناولون من طعامنا ، كما قيل إنها تعجّبت من البشارة بإسحاق وهي في الثامنة والتسعين من عمرها وزوجها فيما بين المائة والمائة وعشرين سنة بحسب الأقوال المختلفة ، ولم يرزق منها ولدا في شبابهما فكان ضحكها بعد البشارة بإسحاق ويعقوب عليهماالسلام (فَبَشَّرْناها بِإِسْحاقَ وَمِنْ وَراءِ إِسْحاقَ يَعْقُوبَ) أي بنبيّين. وروي عن الصادق عليهالسلام أن (فَضَحِكَتْ) بمعنى حاضت ، ويقال : ضحكت الأرنب أي حاضت والضّحك الحيض.
* * *
(قالَتْ يا وَيْلَتى أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهذا بَعْلِي شَيْخاً إِنَّ هذا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ (٧٢) قالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللهِ رَحْمَتُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ (٧٣))
٧٢ ـ (قالَتْ يا وَيْلَتى أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ ...) أي قالت سارة : يا ويلتي أو يا ويلتي ، وهي كلمة حرب تقال عند ورود الأمر العظيم الذي يصعب على الإنسان حمله ، ويمكن أن تكون يا ويلتا التي تلحق بها ألف النّدبة ، أو أنها