تنصرني عليهم. وقد قال الإمام الصادق عليهالسلام : فقال جبرائيل : لو يعلم أيّ قوة له!. وروي عن النبيّ (ص) أنه قال : رحم الله أخي لوطا كان يأوي إلى ركن شديد وهو معونة الله تعالى. وما زالوا مكابرين يدافعونه فصاح به جبرائيل أن يا لوط دعهم يدخلوا. فلمّا دخلوا أهوى جبرائيل بإصبعه نحوهم فذهبت أعينهم ، وهو قوله : (فَطَمَسْنا أَعْيُنَهُمْ ..) وفي جملة : (لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً) جواب (لَوْ) محذوف يدل عليه الكلام وتقديره : لحلت بينهم وبينكم.
* * *
(قالُوا يا لُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَنْ يَصِلُوا إِلَيْكَ فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ وَلا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلاَّ امْرَأَتَكَ إِنَّهُ مُصِيبُها ما أَصابَهُمْ إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ (٨١) فَلَمَّا جاءَ أَمْرُنا جَعَلْنا عالِيَها سافِلَها وَأَمْطَرْنا عَلَيْها حِجارَةً مِنْ سِجِّيلٍ مَنْضُودٍ (٨٢) مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ وَما هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ (٨٣))
٨١ ـ (قالُوا يا لُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ ...) أي قال الملائكة بعد ذلك الجدال : يا لوط إننا مرسلون من الله تعالى لإهلاكهم فلا تهتمّ ولا تغتمّ فإنهم (لَنْ يَصِلُوا إِلَيْكَ) لا ينالونك بأذى (فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ) أي : سر ليلا بعائلتك واترك القرية. وقيل لم يؤمن بلوط إلّا ابنتاه ، فامض كما قلنا لك (بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ) أي في ظلمته ، وقيل بعد مضيّ جزء منه وقيل في نصفه (وَلا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ) أي ولا ينظر نحو القرية ـ وراءكم ـ أحد