صالِحٍ) الهالكين بالرجفة (وَما قَوْمُ لُوطٍ مِنْكُمْ بِبَعِيدٍ) أي أنهم أقرب ما يكون إليكم في الزمان والمكان فاتّعظوا بهم واحذروا نزول العذاب.
٩٠ ـ (وَاسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ ...) أي اطلبوا المغفرة لما سلف من تفريطكم وأعلنوا التوبة له والندامة الحقيقية في السرّ والعلانية (إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ) فهو لطيف بعباده شفيق عليهم محبّ لهم ومريد لمنافعهم متودّد إليهم بالعطاء وكثرة النّعم. وقد روي عن النبي صلىاللهعليهوآله أنه قال : كان شعيب خطيب الأنبياء. ذلك أن حجاجه في غاية اللين والفصاحة وسلاسة الأسلوب ، ويكفي أن تصدر بحقه هذه الشهادة من سيد البلغاء وسيد الفصحاء وأفصح من نطق بالضاد صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله.
* * *
(قالُوا يا شُعَيْبُ ما نَفْقَهُ كَثِيراً مِمَّا تَقُولُ وَإِنَّا لَنَراكَ فِينا ضَعِيفاً وَلَوْ لا رَهْطُكَ لَرَجَمْناكَ وَما أَنْتَ عَلَيْنا بِعَزِيزٍ (٩١) قالَ يا قَوْمِ أَرَهْطِي أَعَزُّ عَلَيْكُمْ مِنَ اللهِ وَاتَّخَذْتُمُوهُ وَراءَكُمْ ظِهْرِيًّا إِنَّ رَبِّي بِما تَعْمَلُونَ مُحِيطٌ (٩٢) وَيا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلى مَكانَتِكُمْ إِنِّي عامِلٌ سَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ يَأْتِيهِ عَذابٌ يُخْزِيهِ وَمَنْ هُوَ كاذِبٌ وَارْتَقِبُوا إِنِّي مَعَكُمْ رَقِيبٌ (٩٣))
٩١ ـ (قالُوا يا شُعَيْبُ ما نَفْقَهُ كَثِيراً مِمَّا تَقُولُ ...) أي قال قوم شعيب له : لسنا نفهم أكثر ما تقوله من وعظك وإرشادك ونحن نسمعه ولا نعيه لنعمل به. وقد قالوا ذلك فرارا من الحجة التي قامت عليهم ورأوا أنهم لا مناص لهم من إعلان الخصومة له فلجئوا إلى التنكّر لأقواله فقالوا : لا نفقه.