كلامك (وَإِنَّا لَنَراكَ فِينا ضَعِيفاً) هزيل البدن ضعيف القوة ، يعني أنهم يرونه مهينا قليل الناصر (وَلَوْ لا رَهْطُكَ لَرَجَمْناكَ) أي لولا عشيرتك وأقاربك لقتلناك رميا بالحجارة (وَما أَنْتَ عَلَيْنا بِعَزِيزٍ) ولست ممتنعا منّا بقوّة تحميك.
٩٢ ـ (قالَ يا قَوْمِ أَرَهْطِي أَعَزُّ عَلَيْكُمْ مِنَ اللهِ ...) بعد التهديد السابق قال شعيب لقومه : أعشيرتي أعظم حرمة عندكم من الله ، فتمنعكم عن أذيّتي ولا يمنعكم منها خوفكم من الله الذي جعلني رسولا إليكم وتكفّل بحمايتي ونصري؟ فقد حفلتم بعشيرتي (وَاتَّخَذْتُمُوهُ) أي جعلتم الله تبارك وتعالى (وَراءَكُمْ ظِهْرِيًّا) وراء ظهوركم ونسيتم ذكره؟ وقيل قصد أمر الله والهاء في (اتَّخَذْتُمُوهُ) عائدة إلى أمره عزّ وعلا (إِنَّ رَبِّي بِما تَعْمَلُونَ مُحِيطٌ) أي عالم بجميع أعمالكم لا يفوته شيء منها.
٩٣ ـ (وَيا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلى مَكانَتِكُمْ ...) أي : اعملوا بحسب الحالة التي أنتم عليها. وهو تهديد لهم وإن كان يظهر بصيغة الأمر. يعني ابقوا على الحال الكافرة التي تعرّضكم للعذاب والخزي ، واعملوا بحسب دينكم الباطل الذي أنتم عليه (إِنِّي عامِلٌ) بما أمرني به ربّي ، وقيل : عامل على إنذاركم (سَوْفَ تَعْلَمُونَ) ستعرفون أيّنا المصيب وأيّنا المخطئ ، وسيتبيّن لكم فساد ما أنتم عليه و (مَنْ يَأْتِيهِ عَذابٌ يُخْزِيهِ) يهينه ويفضحه ويوقعه في الخزي عند ظهور الصادق من الكاذب (ارْتَقِبُوا إِنِّي مَعَكُمْ رَقِيبٌ) انتظروا ما أعدكم به من عذاب ربّي وأنا انتظر ذلك معكم. وقيل : أنا معكم مرتقب لرحمة ربّي وثوابه. وروي أن الإمام الرضا عليهالسلام قال بالنسبة لانتظار الإمام الحجة عجّل الله تعالى فرجه : ما أحسن الصبر وانتظار الفرج ، أما سمعت قول العبد الصالح : وارتقبوا إنّي معكم رقيب؟
* * *
(وَلَمَّا جاءَ أَمْرُنا نَجَّيْنا شُعَيْباً وَالَّذِينَ