آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَأَخَذَتِ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيارِهِمْ جاثِمِينَ (٩٤) كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيها أَلا بُعْداً لِمَدْيَنَ كَما بَعِدَتْ ثَمُودُ (٩٥))
٩٤ ـ (وَلَمَّا جاءَ أَمْرُنا نَجَّيْنا شُعَيْباً ...) مضى تفسيرها بالنسبة للرّسل السابقين صلوات الله عليهم ، فقد نجّى الله رسوله شعيبا عليهالسلام (وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ) وخلّصهم من عذاب الاستئصال (وَأَخَذَتِ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ) أي صاح بهم جبرائيل عليهالسلام صيحة صعقوا منها وماتوا لفورهم (فَأَصْبَحُوا فِي دِيارِهِمْ جاثِمِينَ) مرّ تفسيره.
٩٥ ـ (كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيها ...) فسّرناها سابقا ، فقد أهلكوا وبادوا وكأنهم لم يكونوا في ديارهم (أَلا بُعْداً لِمَدْيَنَ كَما بَعِدَتْ ثَمُودُ) أي بعدا لهم من رحمة الله ورأفته ولطفه. وهو دعاء عليهم يعني : هلاكا لهم كما أهلكنا ثمود من قبلهم. ووجه التشبيه بين هلاكهم وهلاك ثمود أن هؤلاء أهلكوا بالصيحة ، وأولئك أهلكوا بالرجفة ، ونعوذ بالله وحده من آياته المهلكات.
* * *
(وَلَقَدْ أَرْسَلْنا مُوسى بِآياتِنا وَسُلْطانٍ مُبِينٍ (٩٦) إِلى فِرْعَوْنَ وَمَلائِهِ فَاتَّبَعُوا أَمْرَ فِرْعَوْنَ وَما أَمْرُ فِرْعَوْنَ بِرَشِيدٍ (٩٧) يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ فَأَوْرَدَهُمُ النَّارَ وَبِئْسَ الْوِرْدُ الْمَوْرُودُ (٩٨) وَأُتْبِعُوا فِي هذِهِ لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيامَةِ بِئْسَ الرِّفْدُ الْمَرْفُودُ (٩٩))