وفي التوحيد : عن أمير المؤمنين ـ عليهالسلام ـ في خطبة له قال ـ عليهالسلام ـ «لمّا شبّهه العادلون بالخلق المبعّض المحدود في صفاته ، ذي الأقطار والنواحي المختلفة في طبقاته ، وكان عزوجل الموجود لنفسه لا بأداته ، إنتفى أن يكون قدّروه حق قدره ، فقال تنزيها بنفسه عن مشاركة الأنداد ، وارتفاعا عن قياس المقدّرين له بالحدود من كفرة العباد ، (وَما قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ ..) ، فما دلّك القرآن عليه من صفته فاتبعه ليتوصل (١) بينك وبين معرفته فأتمّ به واستضيء بنور هدايته ، فإنّها نعمة وحكمة أوتيتها فخذ ما أوتيت وكن من الشاكرين ، وما دلّك الشيطان عليه مما ليس في القرآن عليك فرضه ولا في سنة الرسول وأئمّة الهدى أثره فكل علمه إلى الله عزوجل ، فإنّ ذلك منتهى حق الله عليك» (٢).
وفي الكافي : عن الفضيل قال : سمعت أبا عبد الله ـ عليهالسلام ـ يقول : «إنّ الله لا يوصف وكيف يوصف؟ وقد قال في كتابه : (وَما قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ) ، فلا يوصف بقدر إلّا كان أعظم من ذلك» (٣).
أقول : ولعلّ الأخذ في الرواية باطلاق الجملة مع قطع النظر عن ذيلها ونظائره كثيرة في روايات أهل البيت ، وعلى هذا فنفي الوصف والقدر والإستشهاد بالآية ، مع أن الآية تثبت له تعالى قدرا كما عرفت مبني على إرجاع الآية إلى ما يعطيه قوله : (سُبْحانَ اللهِ عَمَّا يَصِفُونَ) (٤) ، وهو كونه موصوفا بنفي الوصف ، فإنّه تعالى أكبر وأعظم من أن يوصف ، ونفس هذا وصف ، كما أنّ قوله ـ عليهالسلام ـ :
__________________
(١). في المصدر : «ليوصل» وفي نسخة : «لتوسّل»
(٢). التوحيد للصدوق : ٥٥.
(٣). الكافي ١ : ١٠٣ ، الحديث : ١١.
(٤). الصافات (٣٧) : ١٥٩.