أقول : والرواية غير مفسرة للآية لجعلها الأقسام ثلاثة : كفر غير زائل ، وايمان غير زائل ، وما بين ذلك وهو أيضا بوجه قسمان : كفر غير ثابت ، وإيمان غير ثابت ، وسياق الآية وأدب الكلام يأبى عن إسناد الكفر المستقر أو الكفر المستودع إليه تعالى ، ولذا غيّر عليهالسلام السياق ثانيا فقال : «فاستودع بعضهم الإيمان» ، إنتهى فالرواية ناظرة إلى آيات الطينة والضلال والهداية فتدبّر.
قوله : (هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ)
المتراكب : ما ركب بعضه فوق بعض ، والطلع من النخل بمنزلة الزهر ، والقنوان : جمع قنو بالكسر فالسكون كصنوان وصنو : العنقود ، والينع : البلوغ ، وختم هذه الآية بقوله : (يُؤْمِنُونَ) والتي سبقتها بقوله : (يَفْقَهُونَ) والسابقة عليها بقوله : (يَعْلَمُونَ) لتفاوت الآيات في القرب من الفهم.
فانّ نزول المطر وتربيته لأنواع النباتات والأشجار أبسط دلالة وأقرب فهما ، ثمّ النجوم في هدايتها في ظلمات البر والبحر أسهل نيلا عن اختلاف احوال الناس في الإستقرار والإستيداع ، والتلون والثبات ، مع انتهائهم جميعا إلى نفس واحدة فاهل الآية الثانية أدقّ نظرا بالنسبة إلى أهل الاولى والثالثة كذلك بالنسبة إلى الثانية ، ولذلك خصّ الأولى بقوم يؤمنون ، والثانية بقوم يعلمون والثالثة بقوم يفقهون.
قوله : (بَدِيعُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ)
في الكافي عن أبي سدير قال : سمعت حمران بن أعين يسأل أبا جعفر ـ عليهالسلام ـ عن قول الله عزوجل : «(بَدِيعُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) فقال أبو جعفر ـ عليهالسلام ـ :