وأما الخبير : فهو الذي لا يعزب عنه شيء ولا يفوته شيء ، ليس للتجربة ولا للإعتبار بالأشياء ، فتفيده التجربة والإعتبار علما ، ولو لا هما ما علم ، لأنّ من كان كذلك كان جاهلا ، والله لم يزل خبيرا بما يخلق [وما لم يخلق ،] والخبير من الناس المستخبر عن جهل المتعلم ، فقد جمعنا الأسم واختلف المعنى» (١) الخبر.
وسيجيء بتمامه مع تفسيره في الكلام على الأسماء الحسنى في قوله تعالى : (وَلِلَّهِ الْأَسْماءُ الْحُسْنى) (٢).
قوله سبحانه : (قَدْ جاءَكُمْ بَصائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ)
البصيرة : نور القلب الذي به يدرك ، كما أنّ البصر نور العين الذي به تدرك ، فالبصيرة للقلب كالبصر للعين ، وقد تطلق ويراد بها الحجّة ، كما أنّ البصر قد يطلق ويراد به نفس العين التي بها الإبصار ، فالمراد بقوله : (أَبْصَرَ) ، وقوله : (عَمِيَ). إعمال البصيرة وتركه.
ثمّ الكلام في هذه الآية وارد على لسان النبي ـ صلىاللهعليهوآله ـ كأنّه قيل : قل : (قَدْ جاءَكُمْ بَصائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ) إلى آخره ، ثمّ أسقط وضمّ الكلام إلى الكلام إشعارا بأن الله سبحانه هو المتكلم بلسانه وقوله قوله ، ثم أعيد الكلام إلى ما كان عليه من خطابه لرسول الله ـ صلىاللهعليهوآله ـ فقيل : (وَكَذلِكَ نُصَرِّفُ الْآياتِ وَلِيَقُولُوا دَرَسْتَ).
قوله : (وَلِيَقُولُوا دَرَسْتَ). أي تعلمت وقرأت.
__________________
(١). الكافي ١ : ١٢٢ الحديث : ٢.
(٢). الأعراف (٧) : ١٨٠.