كتاب علي ـ عليهالسلام ـ : أن قوما من أهل ايلة من قوم ثمود وأن الحيتان كانت سبقت إليهم يوم السبت ليختبر الله طاعتهم في ذلك ، فشرعت إليهم (١) يوم سبتهم في ناديهم وقدّام أبوابهم في أنهارهم وسواقيهم ، فبادروا إليها فأخذوا يصطادونها (٢) ، فلبثوا في ذلك ما شاء الله لا ينهاهم عنها الأحبار ولا يمنعهم (٣) العلماء من صيدها ، ثم إنّ الشيطان أوحى إلى طائفة منهم إنّما نهيتم عن أكلها يوم السبت ولم تنهوا عن صيدها ، فاصطادوها يوم السبت وأكلوها فيما سوى ذلك من الأيام.
فقالت طائفة منهم : الآن نصطادها وانحازت طائفة أخرى منهم ذات إليمين.
فقالوا : ننهاكم (٤) عن عقوبة الله أن تتعرضوا (٥) بخلاف أمره ، واعتزلت طائفة منهم ذات الشمال (٦) فسكتت ولم تعظهم (٧) ، فقالت للطائفة التي وعظتهم (٨) (لِمَ تَعِظُونَ قَوْماً اللهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذاباً شَدِيداً).
فقالت الطائفة التي وعظتهم : (مَعْذِرَةً إِلى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ).
قال : فقال الله تعالى : (فَلَمَّا نَسُوا ما ذُكِّرُوا بِهِ) ، يعنى لمّا تركوا ما وعظوا به مضوا على الخطيئة.
__________________
(١). في تفسير العياشي : «لهم»
(٢). في تفسير العياشي : «يأكلونها»
(٣). في تفسير العياشي : «ولا ينهاهم»
(٤). في تفسير العياشي : «الله الله إنّا نهيناكم»
(٥). في تفسير العياشي : «تعرضوا»
(٦). في تفسير العياشي : «إليسار»
(٧). في تفسير العياشي : «فلم يعظهم»
(٨). في تفسير العياشي : «لم تعضهم»