حيث المجموع لا قول كلّ واحد ، فيؤول المعنى إلى أنّا لو لم نفعل ذلك لكان كلّ من أردنا إهلاكه يوم القيامة يقول : لم أشرك أنا ، إنّما أشرك من كان قبلى ولم أكن إلّا ذرّيّة وتابعا لا متبوعا إلّا واحد منهم أو بعضهم.
ومنها : إنّ تفسيرها بعالم الذرّ ينافي قولهم : (إِنَّما أَشْرَكَ آباؤُنا) ، لدلالته على وجود آباء مشركين ، وهو ينافى وجود الكلّ بوجود واحد جمعي.
والجواب عنه ظاهر بما أجبنا به عن الوجه السابق.
وأمّا الروايات :
ففي الكافي : عن زرارة عن الباقر ـ عليهالسلام ـ قال : سألته عن قول الله عزوجل : (حُنَفاءَ لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ) (١) قال ـ عليهالسلام ـ : «الحنفية من الفطرة التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله قال : فطرهم على المعرفة به» ، قال زرارة : وسألته عن قول الله عزوجل : (وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا) ، قال : أخرج من ظهر آدم ذرّيّته إلى يوم القيامة ، فخرجوا كالذرّ فعرّفهم وأراهم نفسه ، ولو لا ذلك لم يعرف أحد ربّه ، وقال : قال رسول الله ـ صلىاللهعليهوآله ـ : كل مولود يولد على الفطرة يعني المعرفة بأنّ الله خالقه ، كذلك قوله : (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللهُ) (٢) (٣).
أقول : والرواية مشهورة مرويّة أيضا في التوحيد وتفسيري القمي والعيّاشي (٤)
__________________
(١). الحج (٢٢) : ٣١.
(٢). لقمان (٣١) : ٢٥.
(٣). الكافي ٢ : ١٢ ، الحديث : ٤.
(٤). التوحيد : ٣٣٠ ، الحديث ٩ ؛ تفسير العياشي ٢ : ٤٠ ، الحديث ١١١ ؛ لم نجده في تفسير القمي.