وروى هذا المعنى عدة من الرواة بطرق مختلفة (١) وهي كما ترى يرجع الميثاق إلى الفطرة كما مرّ سابقا.
وفي الكافي ـ أيضا ـ : عن عبد الله بن سنان ، عن الصادق ـ عليهالسلام ـ ، قال : سألته عن قول الله عزوجل : (فِطْرَتَ اللهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْها) (٢) ما تلك الفطرة؟ قال : «هي الإسلام ، فطرهم الله حين أخذ ميثاقهم على التوحيد قال : (أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ) ، وفيهم المؤمن والكافر» (٣).
وفي الكافي ـ أيضا : ـ عن الصادق ـ عليهالسلام ـ قال : كان على بن الحسين ـ عليهالسلام ـ لا يرى بالعزل بأسا يقرأ هذه الآية : (وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا بَلى) ، فكلّ شيء أخذ الله منه الميثاق فهو خارج وان كان على صخرة صمّاء (٤).
وفي الخصائص للسيد الرضي : عن الأصبغ بن نباتة ، قال : أتى ابن الكوّاء أمير المؤمنين وكان معنّتا في المسائل فقال : يا أمير المؤمنين! خبّرني عن الله عزوجل هل كلّم أحدا من ولد آدم قبل موسى؟ فقال أمير المؤمنين ـ عليهالسلام ـ : «قد كلّم الله جميع خلقه برّهم وفاجرهم وردّوا عليه الجواب» قال : فثقل على ابن الكوّاء ولم يعرفه فقال : وكيف كان ذلك فقال : «أو ما تقرأ كتاب الله إذ يقول لنبيه» : (وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا بَلى) ، فقد أسمعهم كلامه
__________________
(١). الكافي ٢ : ١٢ ـ ١٣ ، الحديث ٤ ؛ تفسير فرات : ١٤٨ ، الحديث ١٨٦ ؛ متشابه القرآن ١ : ١٥١.
(٢). الروم (٣٠) : ٣٠.
(٣). الكافي ٢ : ١٢ ، الحديث : ٢.
(٤). الكافي ٥ : ٥٠٤ ، الحديث : ٤.