من الكيد إلى صيغة المتكلم وحده.
قوله سبحانه : (فِي مَلَكُوتِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ)
وقد مرّ وسيجيء معنى الملكوت.
وفي الآية دلالة على أنّ مشاهدة الملكوت ممّا يمكن أن يناله الإنسان ، وقد مرّ استيفاء القول في ذلك في قوله تعالى : (عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ) (١) ، الآية من سورة المائدة ، وقد روى الفريقان عن النبي ـ صلىاللهعليهوآله ـ : «لو لا أنّ الشياطين يحومون حول قلوب بني آدم لرأوا ملكوت السموات والأرض» (٢).
قوله سبحانه : (يَسْئَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْساها)
الإرساء : الإثبات ، فالمرسي المستّقر ، والتجلية : الإظهار ، وعلم الساعة ممّا استأثر الله به في علمه.
وقوله تعالى : (ثَقُلَتْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ)
يعنى به أنّ هذه الموجودات لا تطيق حمل علمه ، وبذلك يظهر أنّ العلم بها من غير جنس هذه العلوم الذهنيّة ، وإنّ العلم الحصولّى الذهني لا يتعلّق بها وهو
__________________
(١). المائدة (٥) : ١٠٥.
(٢). تفسير نور الثقلين ١ : ٧٣٥ ، الحديث : ١٤٤ ؛ نور البراهين ١ : ١٨٦ ؛ الرسائل ، للشهيد الثاني : ١٣٨ ؛ عوالي اللثالي ٤ : ١١٣ ، الحديث : ١٧٤ ؛ المحجة البيضاء ٢ : ١٢٥ ؛ مسند أحمد بن حنبل ٢ : ٣٥٣ ؛ في مصادر العامة : «هذه الشياطين على أعين بني آدم ، لا يتفكرون في ملكوت السموات والأرض ، ولو لا ذلك لرأوا العجائب».