ظاهر السياق [فمعناه] أنّ المشركين اختلط عليهم الإيمان بالشرك ، فعلموا أنّ للعالم ربا يجب أن يعبد فاشتبه عليهم الأمر ، فحسبوا أنّه أصنامهم أو الكوكب أو القمر أو الشمس بعينه ، أو أنّه يجب أن يعبد من طريق أحد هذه من غير ركون إلى حجة وبرهان ، بل على شك وأمّا هو ـ عليهالسلام ـ فقد آمن بالله ولم يشرك بعبادة ربّه أحدا.
وفي الكافي ، وتفسير العياشي : عن الصادق ـ عليهالسلام ـ في قوله تعالى : (الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمانَهُمْ بِظُلْمٍ) ، قال : «بشك» (١).
وفي تفسير العياشي : عن يعقوب بن ليث عن الصادق ـ عليهالسلام ـ في قوله : (وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمانَهُمْ بِظُلْمٍ) ، قال : «الضلال وما فوقه» (٢).
أقول : وفي هذا المعنى روايات أخر لكن ينبغي أن تفسر على ما قدّمناه من المعنى ، لا بأن يكون المراد عدم تلويث الإيمان وخلطه بالفسق ، فإنّ لفظ اللبس يأباه ، وإن كان هو أيضا بوجه آخر راجعا إليه.
وفيه أيضا : عن أبي جعفر ـ عليهالسلام ـ قال : قلت له : (الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمانَهُمْ بِظُلْمٍ) الزنا منه؟ قال : «أعوذ بالله من أولئك ، لا ، ولكنه ذنب إذا تاب تاب الله عليه» ، وقال : «مدمن الزنا والسرقة وشارب الخمر كعابد الوثن» (٣).
أقول : والرواية تؤيّد ما ذكرناه من معنى الظلم ، وكون الزنا ذنبا إذا تاب تاب الله عليه دون الشك ، هو أنّ الزنا وأمثالها من معاصي الجوارح يمكن أن يغفر للإنسان وهو حامل وزره ، وأمّا الشرك والشك ونحوهما فليسا من قبيل الأفعال
__________________
(١). الكافي ٢ : ٣٩٩ ، الحديث : ٤ ؛ تفسير العياشي ١ : ٣٦٦ ، الحديث : ٤٨.
(٢). تفسير العياشي ١ : ٣٦٦ ، الحديث : ٤٧.
(٣). تفسير العياشي ١ : ٣٦٦ ، الحديث : ٤٦.