جاء به محمد من الولاية» (١) ، الخبر.
أقول : والروايتان من باب بيان المصداق ، وهما مع ذلك تؤيّدان ما قدمناه من المعنى.
قوله : (أُولئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ)
مقتضى المقام أنّ قوله : (أُولئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ) لقصر التعيين ، فاللام في الأمن للجنس ، وإذا أخذ قوله : (الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمانَهُمْ بِظُلْمٍ) على حقيقته من دون مسامحة كما هو الجري بكلامه سبحانه ، اتّضح كون اللام للجنس حقيقة لا إدعاءا ، فإنّ من آمن بالله من غير شك تمكنت في قلبه المعرفة بالله والعلم بمقام الله ، وعلم أنّ كلّ شيء لله ملكا طلقا ، فلم يبق شيء لاستقلال شيء بالتأثير عنده وقع ووقر ، فهو في أمن من كل شيء غير الله ، إذ لا يملك شيء نفعا يخاف فوته ، أو ضرا يخاف وقوعه ، وهو في أمن من جانب ربّه ، إذ هو وليّه في كلّ ما تقوم به نفسه ، غير أنّ الأمر كلّه لله ، ليس له من الأمر شيء ، فله الأمن مطلقا وقد مرّ نظير الكلام في سورة [يونس] في ذيل قوله تعالى : (أَلا إِنَّ أَوْلِياءَ اللهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ) (٢).
قوله : (نَرْفَعُ دَرَجاتٍ مَنْ نَشاءُ)
والدرجات على ما ينطبق على المقام التذكّر والإهتداء والأمن واليقين ، فالتذكر يفسّره مورده وهو الإنتقال من المقدمات الحقة العقليّة إلى المعارف الحقّة وهو
__________________
(١). تفسير العياشي ١ : ٣٦٦ ، الحديث : ٤٩ ؛ الكافي ١ : ٤١٣ ، الحديث : ٣.
(٢). يونس (١٠) : ٦٢.