أقول : والروايات في الباب في غاية الكثرة ، من أرادها فعليه بكتاب الزكاة من الفقه ، وقد وردت عدّة من الروايات : أنّ الفقير هو الذي لا يسأل الناس ، والمسكين هو الذي يسأل ، (١) وفي بعضها والبائس أجهد منهما.
قوله سبحانه : (وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَ)
في تفسير القمّي قال ـ عليهالسلام ـ : كان سبب نزولها أنّ عبد الله بن نفيل كان منافقا ، وكان يقعد إلى رسول الله فيستمع كلامه وينقله إلى المنافقين وينمّ عليه ، فنزل جبرئيل على رسول الله فقال : يا محمّد ؛ إنّ رجلا من المنافقين ينمّ عليك وينقل حديثك إلى المنافقين ، فقال رسول الله : من هو؟ فقال : الرجل الأسود كثير شعر الرأس ينظر بعينين كأنّهما قدران وينطق بلسانه (٢) شيطان ، فدعاه رسول الله فأخبره فحلف أنّه لم يفعل ، فقال رسول الله : قد قبلت منك فلا تقع ، فرجع إلى أصحابه ، فقال : إنّ محمّدا اذن أخبره الله أنّي أنمّ عليه وأنقل أخباره فقبل وأخبرته أنّي لم أفعل فقبل ، فأنزل الله على نبيّه : (وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَكُمْ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ) أي يصدّق الله فيما يقول ، ويصدّقك فيما تعتذر إليه (٣) ولا يصدّقك في الباطن. (٤)
أقول : فقوله : (هُوَ أُذُنٌ) من الكناية.
__________________
(١). تفسير القمّي ١ : ٢٩٨ ؛ الكشف والبيان ٥ : ٥٧ ؛ مجمع البيان ٥ ؛ ٦٤ ؛ تفسير الصافي ٣ : ٤٢٥ ؛ البرهان في تفسير القرآن ٤ : ٤٧٧ ، الحديث : ٤.
(٢). في المصدر : «لسان»
(٣). في المصدر : + «في الظاهر»
(٤). تفسير القمّي ١ : ٣٠٠ ؛ تفسير الصافي ٣ : ٤٢٨.