يخافون نزول سورة تظهر أمرهم وتهتك سترهم جدّا وينسبون ذلك إلى الوحي استهزاء ، فقال الله سبحانه : (يَحْذَرُ الْمُنافِقُونَ أَنْ تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُمْ بِما فِي قُلُوبِهِمْ قُلِ اسْتَهْزِؤُا)
قوله سبحانه : (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَ)
سيأتي ما يتعلّق بها من القصّة عند قوله تعالى : (يَحْلِفُونَ بِاللهِ ما قالُوا) من هذه السورة. (١)
قوله سبحانه : (إِنْ نَعْفُ عَنْ طائِفَةٍ مِنْكُمْ)
في تفسير القمّي عن الباقر ـ عليهالسلام ـ في قوله : (لا تَعْتَذِرُوا) قال : هؤلاء قوم كانوا مؤمنين صادقين ارتابوا وشكّوا ونافقوا بعد إيمانهم ، وكانوا أربعة نفر. (٢)
وقوله : (إِنْ نَعْفُ عَنْ طائِفَةٍ مِنْكُمْ)
كان أحد الأربعة مخشي بن حميّر ، (٣) فاعترف وتاب وقال : يا رسول الله! أهلكني اسمي ، فسمّاه رسول الله عبد الله بن عبد الرحمن ، فقال : يا ربّ ، اجعلني شهيدا حيث لا يعلم أين أنا ، فقتل يوم اليمامة ولم يعلم أحد أين قتل ، فهو الذي عفي عنه. (٤)
__________________
(١). التوبة (٩) : ٧٤.
(٢). تفسير القمّي ١ : ٣٠٠.
(٣). في بعض نسخ المصدر «مختبر بن الحمير» والصحيح ما في المتن ، وهو مخشي بن حميّر الأشجعي ، وكان من المنافقين من أصحاب مسجد الضرار ، راجع : أسد الغابة ٤ : ٣٣٨ ؛ الإصابة ٣ : ٣٩١.
(٤). تفسير القمّي ١ : ٣٠٠ ؛ تفسير الصافي ٣ : ٤٣١ ؛ البرهان في تفسير القرآن ٤ : ٤٩٥ ، الحديث : ٤.