والتابعين : الذين تبعوهم بإحسان فأقاموا الدين بحقيقة أعمالهم وثبات أقدامهم.
وفي تفسير العيّاشي عن الصادق ـ عليهالسلام ـ قال : إنّ الله عزوجل سبق بين المؤمنين كما سبق بين الخيل يوم الرهان.
قلت : أخبرني عمّا ندب الله المؤمن في الإسباق إلى الإيمان ، قال : قول الله : (وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهاجِرِينَ وَالْأَنْصارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسانٍ) فبدأ بالمهاجرين الأوّلين على درجة سبقهم ، ثمّ ثنّى بالأنصار ، ثمّ ثلّث بالتابعين لهم بإحسان ، فوضع كلّ قوم على قدر درجاتهم ومنازلهم عنده. (١)
وعن بعض طرق العامّة : أنّها في عليّ وهو أسبق الناس كلّهم بالإيمان ، وصلّى على القبلتين ، وبايع البيعتين ، بيعة بدر وبيعة الرضوان ، وهاجر الهجرتين مع جعفر من مكّة إلى حبشة ومن الحبشة إلى المدينة. (٢)
قوله سبحانه : (وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ)
في المجمع عن الباقر ـ عليهالسلام ـ : نزلت في أبي لبابة ، وقد مرّت قصّته. (٣)
قوله سبحانه : (عَسَى اللهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ)
في تفسير العيّاشي عن الباقر ـ عليهالسلام ـ قال : عسى من الله واجب ، (٤) الحديث.
أقول : ليس يعني ـ عليهالسلام ـ أنّ عسى قد استعملت في القرآن بمعنى
__________________
(١). تفسير العيّاشي ٢ : ١٠٥ ، الحديث : ١٠٤.
(٢). لسان الميزان لابن حجر ٢ : ٢٢٧ ؛ شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني ١ : ٣٣٦ ، الحديث : ٣٤٦.
(٣). مجمع البيان ٥ : ١٠١ ؛ تفسير القمي ١ : ٣٠٣.
(٤). تفسير العيّاشي ٢ : ١٠٥ ، الحديث : ١٠٥ ؛ تفسير الصافي ٣ : ٤٥٧.