واستند إلى غير سناد ، وذلك قوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقاءَنا وَرَضُوا بِالْحَياةِ الدُّنْيا وَاطْمَأَنُّوا بِها) وإنّما خلق الله الدنيا وما فيها آيات دالّة على وحدانيّته ليعتبر بها المعتبرون ويسلك بها السالكون ، لا ليقف عندها نفوسهم ويركد دونها حواسّهم.
فالآيس عمّا عند الله ـ سبحانه ـ لا ينظر إلى هذه الآيات من حيث إنّها آيات ، بل من حيث إنّها مستقلّات ، فهو غافل عن آيات الله ـ سبحانه ـ كالمعترف بالشيء من حيث إنّه ينكره ؛ وذلك قوله تعالى : (وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آياتِنا غافِلُونَ)، فهذه الجملة كالمفسّرة لقوله : (الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقاءَنا)، فهؤلاء بحسب التمثيل كمن يوقد على نفسه وماله نارا تعدمه وتفنيه ، وبحسب الحقيقة يكتسب سيّئات تدخله نار جهنم خالدا فيها.
وفي بعض الروايات : أنّ الآيات هي الأئمّة [ـ عليهمالسلام ـ] (١).
أقول : وهو من قبيل عدّ المصداق كما مرّ أنّ الآية هي علامة الشيء الدالة عليه فلها مراتب مختلفة ، ولكلّ شيء بحسب وجوده دلالة.
قوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا)
وصف الكفّار بأنّ نفوسهم واقفة على الدنيا لا يتعدّونها مع كونها آية ، فالصالحون من المؤمنين بالوصف المقابل هم الذين تعلّقت قلوبهم بما عند الله ـ سبحانه ـ وهو الإيمان ، فبإيمانهم خرقت هذه الأسباب ونفذت في داخل الآيات وهديهم
__________________
(١). الكافي ١ : ٢٠٧ ، الحديث : ١ ؛ ١ : ٤٣٥ ، الحديث : ٩٢ ؛ بصائر الدرجات : ٢٠٧ ، الحديث : ١٧ ؛ تفسير القمي ١ : ١٤٠ ؛ كمال الدين ١ : ١٨ ؛ ١ : ٣٠ ؛ ٢ : ٣٣٦.