السّماوات والأرض.
أو : استعينوا على البلايا بالالتجاء إلى الصّبر والصّلاة. كما روي أنه صلىاللهعليهوآلهوسلم إذا أحزنه أمر فزع إلى الصلاة (١) أو أريد بها : الدعاء عند البلاء (وَإِنَّها) أي : الصلاة ، صابرين على مشاقّها ، أو : اكتفى بضميرها عن ضمير الصّوم للظهور ، ولفضلها ، أو : الضمير لجملة تكاليف بني إسرائيل (لَكَبِيرَةٌ) : ثقيلة (إِلَّا عَلَى الْخاشِعِينَ) : المتواضعين لله تعالى فإنّها لم تثقل عليهم ثقلها على غيرهم ؛ لتوطين أنفسهم وروضها عليها ، وتوقّعهم في جزائها ما يستقلّ معه مشاقّها.
[٤٦] ـ (الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُوا رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ راجِعُونَ) أي : يتوقعون لقاء ثوابه والحشر اليه فيجازيهم ، أو : أريد بالظن : اليقين.
[٤٧] ـ (يا بَنِي إِسْرائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ) كررّ تأكيدا (وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ) عطف على «نعمتي» ، أي : وتفضيلي آبائكم قبل التّغيّر (عَلَى الْعالَمِينَ) عالمي زمانهم ، بالإيمان والعلم ، وجعل الأنبياء فيهم ، وإنزال الكتب عليهم.
[٤٨] ـ (وَاتَّقُوا يَوْماً) مفعول به ، أي : عذابه (لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئاً) لا تقضي عنها حقا أو جزاء ، مصدر ، ونكّر هو والنّفسان للتعميم والإقناط ، والجملة صفة «يوما» حذف عائدها ، أي فيه. ومن منع حذفه يجعله مجرورا مفعولا به بحذف الجار اتساعا ثم حذف (وَلا يُقْبَلُ مِنْها شَفاعَةٌ) من النّفس الثانية ، أي : إن أتت بشفاعة شفيع لم تقبل منها. من الشّفع ، كأنّ المشفوع له ـ الفرد ـ صار شفعا بضمّ الشفيع نفسه اليه (وَلا يُؤْخَذُ مِنْها عَدْلٌ) : فدية ؛ لمعادلتها المفدى ، ومن النفس الاولى ، أي : لو شفعت لها لم تقبل شفاعتها ، ولو أعطت عدلا عنها لم يؤخذ منها.
والآية مخصوصة باليهود ؛ لثبوت الشّفاعة لنبيّنا صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ في الجملة ـ
__________________
(١) تفسير مجمع البيان ١ : ٩٩.