بالإجماع ، بل لأئمّتنا عليهمالسلام والمؤمنين (١) (وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ) لا يعانون بمنع العذاب ، والضّمير للنّفوس الكثيرة الدال عليها النّفس المنكّرة في سياق النّفي. والتذكير بمعنى العباد.
[٤٩] ـ (وَإِذْ نَجَّيْناكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ) عطف على «نعمتي» ، عطف الخاص على العام ، وأصل «آل» : أهل ؛ إذ صغّر «باهيل» وخصّ باولي الخطر. و «فرعون» لقب لملك العمالقة ـ كقيصر ، وكسرى لملكي الرّوم والفرس ـ. وفرعون ـ هذا ـ «مصعب بن الريّان» أو ابنه «وليد» ، وفرعون «يوسف» عليهالسلام «ريّان» وبينهما أكثر من أربعمائة سنة (يَسُومُونَكُمْ) : يولّونكم ، من سامه خسفا ، أي : أولاه ذلّا (سُوءَ الْعَذابِ) أشدّه ، فإنّه سيّء بالنسبة إلى سائره. و «سوء» مصدر نصب مفعولا به ل «يسومونكم».
والجملة حال من «كم» أو «آل» أو منهما (يُذَبِّحُونَ أَبْناءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِساءَكُمْ) يقتلون الذّكور ويستبقون الأناث ، إماء للخدمة والنّكاح. بيان ل «يسومونكم» ولذا قطع. وسبب فعلهم أنّ «فرعون» رأى في منامه نارا شملت «مصر» فأحرقت القبط ، وتركت «بني إسرائيل» فهاله ، فقال له الكهنة : سيولد فيهم من يكون على يده هلاكك ، فلم ينجهم من قدر الله تحفظهم (وَفِي ذلِكُمْ) أي : صنيعهم ، أو : الإنجاء ، أو : كليهما (بَلاءٌ) اختبار بنعمة أو محنة ، أو : بهما ؛ إذ كما يختبر الله تعالى بالمحن يختبر بالنعم (مِنْ رَبِّكُمْ) بتسليطه عليكم أو إنجائكم بموسى عليهالسلام أو بهما (عَظِيمٌ).
[٥٠] ـ (وَإِذْ فَرَقْنا بِكُمُ الْبَحْرَ) فصلنا بين بعضه وبعض حتى صارت فيه مسالك بسلوككم فيه ، أو : بسببكم ، أو : متلبسا بكم (فَأَنْجَيْناكُمْ وَأَغْرَقْنا آلَ فِرْعَوْنَ) أي : هو وقومه. واقتصر عليهم للعلم بأولويّته به (وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ) ذلك ، أو غرقهم ،
__________________
(١) كما وردت روايات في معناه ينظر تفسير التبيان وتفسير مجمع البيان ١ : ١٠٣.