روي : أنّه حجر طوريّ (١) مربّع ، تنبع من كل وجه ثلاث أعين ، لكلّ سبط عين تسيل في جدول ، وكانوا ستمائة ألف سعتهم اثنا عشر ميلا. (٢)
أو : حجر أهبطه «آدم» من الجنّة ووقع إلى «شعيب» فدفعه إليه مع العصا ، أو : الحجر الّذي فرّ بثوبه حين وضعه عليه ليغتسل ، إذ رموه بالادرة (٣) فبرّأه الله تعالى فأمره بحمله ، أو : للجنس قيل : لم يؤمر بضرب حجر بعينه. ولمّا قالوا : كيف بنا لو أفضينا إلى أرض لا حجارة فيها حمل حجرا ، فإذا انزل ضربه بعصاه فينفجر ، فقالوا : إن فقد عصاه متنا عطشا ، فأوحى الله تعالى إليه : لا تقرع الحجارة وكلّمها تطعك ليعتبروا (٤) (فَانْفَجَرَتْ) أي : فضرب فانفجرت (مِنْهُ اثْنَتا عَشْرَةَ عَيْناً قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُناسٍ) سبط (مَشْرَبَهُمْ) : العين الّتي منها شربهم (كُلُوا وَاشْرَبُوا) على إرادة القول (مِنْ رِزْقِ اللهِ) ممّا رزقكم من المنّ والسّلوى والماء (وَلا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ) لا تطغوا حال فسادكم ، قيّد به ؛ لأنّ منه ما ليس بفساد كمقابلة الظّالم بفعله ، وإن غلّب فيه.
[٦١] ـ (وَإِذْ قُلْتُمْ يا مُوسى لَنْ نَصْبِرَ عَلى طَعامٍ واحِدٍ) وهو : المنّ والسّلوى ؛ أريد بالواحد أنّه لا يتبدل وان تعدّد ، أو ضرب واحد ؛ لأنّهما معا طعام المتلذّذين ، وهم فلّاحة ، نزعوا إلى ما ألفوه (فَادْعُ لَنا رَبَّكَ) ادعه سائلا لنا (يُخْرِجْ) يظهر ، جزم جوابا ل «ادعوا» (لَنا مِمَّا) بعض ما (تُنْبِتُ الْأَرْضُ) الإسناد إلى القابل مجازا (مِنْ بَقْلِها) من الخضر ، والمراد به : أطائبه الذي يؤكل. ومن» للتّبيين (وَقِثَّائِها
__________________
(١) اي : من حجر الطور.
(٢) أي : سعة معسكرهم كما في تفسير البيضاوي ١ : ١٥٦.
(٣) الادرة : عظم الخصى وانتفاخها.
(٤) تفسير الكشاف ١ : ٢٨٤.