وَفُومِها) الحنطة أو الخبز. وقيل : الثوم (١) (وَعَدَسِها وَبَصَلِها قالَ) الله تعالى أو موسى : (أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنى) أي : أقرب منزلة وأدون قدرا.
والدنو : القرب في المكان ، واستعير للخسّة ـ كالعبد للشّرف ـ (بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ) أي : المنّ والسلوى ؛ فإنّه ألذّ وأنفع ، ومستغن عن الكدّ (اهْبِطُوا مِصْراً) انحدروا اليه من التّيه.
والمصر : البلد العظيم ، وقيل : أريد به العلم ، (٢) وصرف لسكون وسطه (فَإِنَّ لَكُمْ ما سَأَلْتُمْ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ) الزموهما لزوم المسامر للشّيء المضروب عليه ، فاليهود أذلّاء مساكين إمّا على الحقيقة أو التّكلف خوف تضاعف الجزية (وَباؤُ) (٣) (بِغَضَبٍ مِنَ اللهِ) : رجعوا به (ذلِكَ) الضرب والبوء (بِأَنَّهُمْ كانُوا يَكْفُرُونَ) بسبب كفرهم (بِآياتِ اللهِ) : حججه من فلق البحر ، وإضلال الغمام ، وإنزال المنّ والسّلوى ، وانفجار الحجر.
أو : الإنجيل والقرآن ، أو : ما في التوراة من صفة «محمّد» صلىاللهعليهوآلهوسلم (وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ) وبقتلهم الأنبياء : «شعيبا» و «زكريّا» و «يحيى» أو غيرهم (بِغَيْرِ الْحَقِ) عندهم ، إذ لم يفعلوا ما يجوّزون به قتلهم (ذلِكَ) كرّر تأكيدا (بِما عَصَوْا وَكانُوا يَعْتَدُونَ) بسبب عصيانهم واعتدائهم حدود الله مع كفرهم بالآيات وقتلهم
__________________
(١) قاله الكسائي ـ كما في تفسير مجمع البيان ١ / ١٢٢ ـ.
(٢) تفسير الكشّاف ١ : ٢٨٥.
(٣) انّ كلمة «باءو» والكلمات الاخرى التي يشار إليها في محلّها ، جاءت كما تلاحضون في القرآن الكريم من دون الف الجمع ـ التي توضع عادة بعد واو الجمع ـ وحول هذا المطلب نلفت نظركم الى ما جاء في كتاب اتحاف فضلاء البشر ١ / ٨٨.
«... وحذفوا في كلّ المصاحف الألف بعد واو الجمع من قوله تعالى : «وجاءوا» حيث وقع نحو «وجاءوا على قميصه» «جاءوا بالإفك» «وباءو» حيث جاء نحو «وباءو بغضب» وفاء «فاؤ» بالبقرة «وسعوا في آياتنا» بسبإ ، و «عتو عتوا» بالفرقان و «الذين تبوء والدار» «بالحشر».