حتى أعطيتم الميثاق.
روي : «ان موسى عليهالسلام أتاهم بالتوراة فكبرت عليهم تكاليفها الشاقّة فأبوا قبولها ، فقلع جبرئيل الطّور ، فرفعه فوقهم حتى قبلوا» (١) (خُذُوا) بتقدير القول (ما آتَيْناكُمْ) من التوراة (بِقُوَّةٍ) بجدّ وعزم (وَاذْكُرُوا ما فِيهِ) احفظوه أو اعملوا به (لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) لكي تتقوا الذنوب ، أو رجاء منكم : أن تكونوا متقين.
[٦٤] ـ (ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ) أعرضتم عن الوفاء بالميثاق (مِنْ بَعْدِ ذلِكَ) بعد أخذه (فَلَوْ لا فَضْلُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ) بتوفيقكم للتوبة أو بمحمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم يهديكم للحقّ (لَكُنْتُمْ مِنَ الْخاسِرِينَ) بإهلاككم أنفسكم بالمعاصي و «لو» لانتفاع غيره وتلحقها «لا» فتنفيه لثبوت غيره والاسم بعدها مبتدأ خبره واجب الحذف وقيل : فاعل فعل محذوف.
[٦٥] ـ (وَلَقَدْ) «اللام» موطئة للقسم (عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ) مصدر ، سبتت اليهود إذا عظّمت يوم السبت من القطع. أمروا بتجريده للعبادة ، ونهوا عن اصطياد الحيتان فيه ، فاعتدى فيه ناس منهم في زمن «داود» عليهالسلام ـ إذ كانت قريتهم على البحر ، ولم يبق فيه حوت إلا أخرج خرطومه يوم السّبت ، فإذا مضى تفرّقت ـ فحفروا حياضا وشرعوا إليها الجداول فكانت الحيتان تدخلها يوم السبت فيصطادونها يوم الأحد (فَقُلْنا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خاسِئِينَ) أي جامعين بين القرديّة والخسؤ ـ وهو : الطّرد ـ. والمراد ب «كونوا» : سرعة التكوين لا الأمر.
[٦٦] ـ (فَجَعَلْناها) أي : المسنحة (نَكالاً) : عبرة ، تنكل المعتبر بها ، أي : تمنعه (لِما بَيْنَ يَدَيْها) : ما قبلها (وَما خَلْفَها) : ما بعدها من الأمم ، أو : لمعاصريهم ومن بعدهم ، أو : لأجل ذنوبهم المتقدمة والمتأخرة (وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ) من قومهم ، أو : كلّ متّق سمعها.
__________________
(١) تفسير الكشّاف ١ : ٢٨٦.