[٦٧] ـ (وَإِذْ قالَ مُوسى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً) قدّم على صدر القصة (وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْساً ...) الآية ؛ (١) لاستقلاله بنوع من مساوئهم من الاستهزاء بالأمر ، وترك المسارعة إلى الامتثال. كان فيهم شيخ موسر فقتل ابنه بنو أخيه ليرثوه ، وطرحوه على باب المدينة ، وطالبوا بدمه ، فأمرهم الله أن يذبحوا بقرة ويضربوه ببعضها ليحيا ، فيخبرهم بقاتله. وقيل : قتلوا الشيخ. (٢)
وعن الصادق عليهالسلام : «قتله ابن عمه ليتزوج ابنته ، وقد خطبها فردّه وزوجها غيره» (٣) (قالُوا أَتَتَّخِذُنا هُزُواً) مكان هزء ، أو أهله ، أو مهزوء بنا ، أو : نفس الهزء ـ مبالغة ـ ، استبعادا لما قاله. وسكّنه «حمزه» و «إسماعيل» عن «نافع» مع الهمزة ، وضمّه «حفص» مع الواو ، وضمه الباقون مهموزا (٤) (قالَ أَعُوذُ بِاللهِ) : ألوذ به (أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجاهِلِينَ) إذ الهزء في هذا جهل.
[٦٨] ـ (قالُوا ادْعُ لَنا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنا ما هِيَ) ما حالها وصفتها (قالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّها بَقَرَةٌ لا فارِضٌ) : لا مسنّة (وَلا بِكْرٌ) : ولا فتيّة (عَوانٌ) : نصف (بَيْنَ ذلِكَ) المذكور من الفارض والبكر. وفيه إمّا تأخير للبيان عن وقت الخطاب ـ إن أريد بقرة معيّنة ـ ، أو : النّسخ قبل الفعل ـ إن أريد غير معينة ، ثم انقلبت معيّنة بسؤالهم ـ. كما روي : «لو ذبحوا أيّ بقرة شاءوا كفتهم ، ولكن شدّدوا على أنفسهم فشدّد الله عليهم» (٥) (فَافْعَلُوا ما تُؤْمَرُونَ) ما تؤمرونه أي تؤمرون به.
[٦٩] ـ (قالُوا ادْعُ لَنا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنا ما لَوْنُها قالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّها بَقَرَةٌ صَفْراءُ فاقِعٌ
__________________
(١) وهي الآية ٧٢ من هذه السورة.
(٢) قاله ابن عباس ـ كما في تفسير مجمع البيان ١ : ١٣٥.
(٣) تفسير القمي ١ : ٤٩.
(٤) حجة القراءات : ١٠١.
(٥) تفسير مجمع البيان ١ : ١٣٥ وتفسير نور الثقلين ١ : ٨٩ الحديث ٢٤٣ عن النبي (ص).