الباقون (١) (فَلَنْ يُخْلِفَ اللهُ عَهْدَهُ) متعلق بمحذوف أي إن اتّخذتم عند الله عهدا فلن يخلف الله عهده (أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللهِ ما لا تَعْلَمُونَ) «أم» عديلة الهمزة ، أي : أيّ الأمرين كائن ، أو منقطعة ، أي : بل أتقولون.
[٨١] ـ (بَلى) إثبات لما نفوه ، أي : بلى تمسّكم النّار أبدا بدليل : «هم فيها خالدون» (مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً) أي الشرك (وَأَحاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ) تلك : أحدقت به من كل جانب ، وقرأ «نافع» «خطيئاته» (٢) (فَأُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ) ملازموها في الآخرة (هُمْ فِيها خالِدُونَ) دائمون.
[٨٢] ـ (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيها خالِدُونَ) شفّع تعالى الوعد بالوعيد ؛ ليرجى ثوابه ويخشى عقابه ، وأخرج العطف العمل عن الإيمان.
[٨٣] ـ (وَإِذْ أَخَذْنا مِيثاقَ بَنِي إِسْرائِيلَ لا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللهَ) إخبار معناه النّهي ، وهو أبلغ من صريحه ؛ لإبهامه المسارعة إلى الانتهاء ، فهو يخبر عنه ، ويؤيّده قراءة «لا تعبدوا» (٣) وعطف «قولوا» عليه ، فهو بتقدير القول. وقرأ «نافع» و «ابن عامر» و «ابو عمرو» و «عاصم» بالتاء ـ حكاية لما خوطبوا به ـ ، والباقون بالياء ـ لغيبتهم ـ (٤) (وَبِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً) أي : ويحسنون أو : وأحسنوا (وَذِي الْقُرْبى وَالْيَتامى) جمع يتيم (وَالْمَساكِينِ) جمع مسكين ، مفعيل من السكون كأنّ الفقر أسكنه (وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً) قولا حسنا. وصف بالمصدر مبالغة. وفتحه «حمزة» و «الكسائي» (٥) (وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ) المفروضتين في ملّتكم (ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ) التفات ، أو خطاب للموجودين منهم من عهد الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم وسلفهم على
__________________
(١) الحجة في القراءات ١ : ٦٨.
(٢ ، ٣ ، ٤) حجة القراءات : ١٠٢.
(٥) حجة القراءات : ١٠٣.