أفلا تعقلون أنّهم لا يؤمنون ، فلا تطمعوا في ذلك.
[٧٧] ـ (أَوَلا يَعْلَمُونَ) أي : اليهود (أَنَّ اللهَ يَعْلَمُ ما يُسِرُّونَ وَما يُعْلِنُونَ) جميعه ، ومنه إسرارهم الكفر وإعلانهم الإيمان.
[٧٨] ـ (وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ) لا يحسنون الكتابة فيطالعون التّوراة ، ويتحققون ما فيها (لا يَعْلَمُونَ الْكِتابَ) التّوراة (إِلَّا أَمانِيَ) منقطع ، أي : لكن يعتقدون أكاذيب أخذوها تقليدا عن المحرّفين من أن الجنّة لا يدخلها إلّا من كان هودا ، (١) والنّار لا تمسّهم إلّا أياما معدودة ، وغير ذلك. (وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ) لا علم لهم. ويفيد منع التقليد فيما طريقه العلم مع التمكن منه.
[٧٩] ـ (فَوَيْلٌ) تلهّف وهلاك ، وهو ـ في الأصل ـ : مصدر لا فعل له. وقيل : واد في جهنم. (٢)
وابتدأ به نكرة لأنّه دعاء (لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتابَ) أي : المحرّف (بِأَيْدِيهِمْ) تأكيد (ثُمَّ يَقُولُونَ هذا مِنْ عِنْدِ اللهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً) ليأخذوا به عرضا من أعراض الدنيا فإنّه قليل ـ وإن جلّ ـ (فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ) من المحرّف (وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ) من المعاصي أو : الرّشا.
[٨٠] ـ (وَقالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ) المسّ : اتّصال الشيء بالبشرة مع الإحساس (إِلَّا أَيَّاماً مَعْدُودَةً) : قلائل ، أربعين يوما ـ أيام عبادة العجل ـ ، وقيل : زعموا أنّ مدّة الدنيا سبعة آلاف سنة ، وإنّما نعذب مكان كلّ ألف سنة يوما (٣) (قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللهِ عَهْداً) أنّه لا يعذّبكم إلّا هذه المدّة. وأظهر «الذال» «ابن كثير» و «حفص» وأدغمه
__________________
(١) في «د» زيادة : أو نصارى.
(٢) تفسير التبيان ١ : ٣٢١ وتفسير مجمع البيان ١ : ١٤٦ وتفسير نور الثقلين ١ : ٩٣.
(٣) تفسير التبيان ١ : ٣٢٣ وتفسير مجمع البيان ١ : ١٤٧.