مِنْها لَما يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ) : فينبع (مِنْهُ الْماءُ وَإِنَّ مِنْها لَما يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللهِ) : يتردّى من أعلى الجبل انقيادا لأمر الله تعالى ، وقلوب هؤلاء لا تنفعل ولا تنقاد لأمره تعالى. والخشية مجاز عن الانقياد (وَمَا اللهُ بِغافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ) وعيد. وقرأ «ابن كثير» و «نافع» بالياء. (١)
[٧٥] ـ (أَفَتَطْمَعُونَ) الخطاب للرّسول صلىاللهعليهوآلهوسلم والمؤمنين (أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ) : يحدثوا لكم التّصديق ، أي : اليهود (وَقَدْ كانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ) طائفة من أسلافهم (يَسْمَعُونَ كَلامَ اللهِ) : التّوراة (ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ) كتحريفهم صفة «محمّد» وآية الرّجم.
وقيل : سمع قوم من السّبعين المختارين أمر الله ونهيه حين كلّم موسى على الطّور ثم قالوا سمعناه يقول في آخره : إن استطعتم أن تفعلوا هذه الأشياء فافعلوا ، وإن شئتم فلا تفعلوا (٢) (مِنْ بَعْدِ ما عَقَلُوهُ) فهموه ولم يرتابوا فيه (وَهُمْ يَعْلَمُونَ) أنّهم مفترون. والمعنى : إن حرّف هؤلاء فلهم سابقة.
[٧٦] ـ (وَإِذا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قالُوا) أي : منافقوهم (آمَنَّا) بأنّكم على الحقّ ، وأنّ «محمّدا» هو المبشّر به في التوراة (وَإِذا خَلا بَعْضُهُمْ إِلى بَعْضٍ قالُوا) ـ أي : الذي لم ينافقوا عاتبين على المنافقين ـ : (أَتُحَدِّثُونَهُمْ بِما فَتَحَ اللهُ عَلَيْكُمْ) بيّنه لكم في التّوراة عن صفة محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم (لِيُحَاجُّوكُمْ بِهِ عِنْدَ رَبِّكُمْ) ليحتجّوا عليكم بما في كتاب ربّكم. جعلوا محاججتهم بكتابه (٣) محاجة عنده ـ كما يقال ـ : عند الله كذا ، أي : في كتابه (أَفَلا تَعْقِلُونَ) إمّا تتمّة للومهم ، أي : أفلا تفقهون أنّهم يحاجونكم فيحجّونكم ، أو : خطاب الله للمؤمنين ، أي :
__________________
(١) حجة القراءات : ١٠١.
(٢) نقله الزمخشري في تفسير الكشّاف ١ : ٢٩١.
(٣) في «ط» : محاجته في كتابه.