اللهِ) أي : غضبه (عَلَى الْكافِرِينَ) أي : عليهم ، جيء بالظاهر ليفيد أنهم لعنوا لكفرهم ، فاللام للعهد ، أو الجنس الشامل لهم.
[٩٠] ـ (بِئْسَمَا) «ما» نكرة موصوفة (١) مفسرة لفاعل : «بئس» ـ المستكن ـ ، أي : بئس شيئا (اشْتَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ) باعوها. صفة «ما» (أَنْ يَكْفُرُوا بِما أَنْزَلَ اللهُ) هو المخصوص بالذّم (بَغْياً) : حسدا وطلبا لما ليس لهم ، علّة ل «يكفروا» (أَنْ يُنَزِّلَ اللهُ) لأن ينزّل ، أو : على أن ينزّل. وخفّفه «ابن كثير» و «ابو عمرو» (٢) (مِنْ فَضْلِهِ) أي الوحي (عَلى مَنْ يَشاءُ) يختاره (مِنْ عِبادِهِ فَباؤُ) (٣) (بِغَضَبٍ عَلى غَضَبٍ) صاروا أحقّاء بغضب مترادف لكفرهم بمحمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم وبغيهم عليه ، أو : لكفرهم به بعد «عيسى» عليهالسلام ، أو : بعد قولهم : «عزير ابن الله» (٤) (وَلِلْكافِرِينَ عَذابٌ مُهِينٌ) : مذلّ لهم لا على سبيل التكفير إذ يعقبه الإعزاز.
[٩١] ـ (وَإِذا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا بِما أَنْزَلَ اللهُ) من القرآن ، أو كل كتاب أنزله (قالُوا نُؤْمِنُ بِما أُنْزِلَ عَلَيْنا) أي : التوراة (وَيَكْفُرُونَ بِما وَراءَهُ) حال من فاعل «قالوا» (وَهُوَ الْحَقُ) الضمير ل «ما» وهو القرآن (مُصَدِّقاً لِما مَعَهُمْ) حال مؤكدة. ردّ لمقالهم ؛ إذ كفرهم بما يوافق التوراة كفر بها (قُلْ فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنْبِياءَ اللهِ مِنْ قَبْلُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) اعتراض عليهم بقتلهم الأنبياء مع ادّعائهم الإيمان بالتوراة ـ وهي تحرّمه ـ ، وأسند إليهم لأنّه فعل أسلافهم ورضوا به.
[٩٢] ـ (وَلَقَدْ جاءَكُمْ مُوسى بِالْبَيِّناتِ) الآيات التسع (ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ) معبودا (مِنْ بَعْدِهِ) بعد مجيئه ، أو : ذهابه الى الطّور (وَأَنْتُمْ ظالِمُونَ) حال ، أي :
__________________
(١) في النسخ : منصوبة.
(٢) حجة القراءات : ١٠٦.
(٣) انظر تعليقنا على كلمة «باءو» في الآية ٦١ من هذه السورة.
(٤) سورة التوبة : ٩ / ٣٠.