الخادم : (وَأَيَّدْناهُ) : قوّيناه (بِرُوحِ الْقُدُسِ) بالرّوح المقدّسة ، أي : «جبرئيل» ، أو : روح «عيسى». ووصفها ب «القدس» للكرامة كإضافتها إليه تعالى ، أو : لأنّه لم تضمّه الأصلاب ، والأرحام الطّوامث ، أو : الإنجيل ، أو : الاسم الأعظم الّذي يحيي به الموتى. وسكّن «ابن كثير» «القدس» حيث وقع (١) (أَفَكُلَّما جاءَكُمْ رَسُولٌ بِما لا تَهْوى) تحبّه (أَنْفُسُكُمُ) وسّطت الهمزة بين الفاء وما تعلّقت به ـ من إيتاء أنبيائهم ما أتوا ـ توبيخا لهم ، وتعجيبا من حالهم. و «الفاء» للعطف على مقدّر (اسْتَكْبَرْتُمْ) عن إتّباع الرسل (فَفَرِيقاً كَذَّبْتُمْ) ك «موسى» و «عيسى» (وَفَرِيقاً تَقْتُلُونَ) ك «زكريّا و «يحيى». وعبّر بالمضارع حكاية للحال الماضية لتستحضر في النّفوس للفظاعة ، وللفاصلة. وأسند إليهم لأنّه فعل أسلافهم ورضوا به.
[٨٨] ـ (وَقالُوا قُلُوبُنا غُلْفٌ) مغشاة خلقة بأغطية لا يصل إليها ما تقول ولا نفهمه ـ من الأغلف : الذي لم يختن ـ (بَلْ لَعَنَهُمُ اللهُ بِكُفْرِهِمْ) رد لقولهم ، أي :
إنها خلقت على الفطرة متمكنة من قبول الحق ولكن الله خذلهم بسبب كفرهم فهم الذين غلّفوا قلوبهم بما أحدثوا من الكفر وتسببوا بذلك لمنع الألطاف (فَقَلِيلاً ما يُؤْمِنُونَ) فإيمانا قليلا يؤمنون ، وهو إيمانهم ببعض الكتاب. و «ما» مزيدة ، أو أريد ـ بالقلّة ـ : العدم.
[٨٩] ـ (وَلَمَّا جاءَهُمْ كِتابٌ مِنْ عِنْدِ اللهِ) القرآن (مُصَدِّقٌ لِما مَعَهُمْ) من كتابهم. وحذف جواب «لمّا» لدلالة جواب الثّانية عليه (وَكانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ) : يستنصرون (عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا) مشركي العرب ، يقولون : «اللهمّ انصرنا عليهم بنبيّ آخر الزمان المنعوت في التوراة» ، أو : يفتحون عليهم ، أي : يعرّفونهم صفة نبيّ يبعث منهم. و «السين» للمبالغة ، أي : يسألون أنفسهم الفتح عليهم (فَلَمَّا جاءَهُمْ ما عَرَفُوا) من الحقّ (كَفَرُوا بِهِ) حسدا وطلبا للرئاسة (فَلَعْنَةُ
__________________
(١) حجة القراءات : ١٠٥.