(فَإِنْ خَرَجْنَ) من منزل الزوج (فَلا جُناحَ عَلَيْكُمْ) أيّها الحكّام أو الأولياء للميت (فِيما فَعَلْنَ فِي أَنْفُسِهِنَ) من ترك الحداد (مِنْ مَعْرُوفٍ) شرعا. ويفيد أنّها كانت مخيّرة بين ملازمة المنزل والحداد وأخذ النفقة ، وبين الخروج وتركها (وَاللهُ عَزِيزٌ) لا يقهر (حَكِيمٌ) يفعل للمصلحة.
[٢٤١] ـ (وَلِلْمُطَلَّقاتِ مَتاعٌ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ) قيل : عمم وجوب المتعة لكل مطلقة بعد إيجابها لواحدة منهنّ. (١)
وعندنا أنّ العموم مخصص بالآية السابقة ، وقيل : التمتيع يعمّ الواجب والمندوب ، وقيل : أريد به نفقة الزوجة. (٢)
[٢٤٢] ـ (كَذلِكَ يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمْ آياتِهِ) دلائله وأحكامه تبيينا مثل ذلك التبيين للأحكام المذكورة (لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) : تستعملون عقولكم فيها.
[٢٤٣] ـ (أَلَمْ تَرَ) تقرير لمن سمع بقصّتهم ، أو : الخطاب عامّ ـ لأنّه كالمثل في التّعجب ـ. (إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيارِهِمْ) : أهل «داوردان» قرية قبل «واسط» (٣) هربوا من الطاعون فأماتهم الله ثم أحياهم ، ليعلموا أن لا مفرّ من حكمه.
أو : قوم من بني إسرائيل دعاهم ملكهم إلى الجهاد ففرّوا (وَهُمْ أُلُوفٌ) كثيرة (حَذَرَ الْمَوْتِ) مفعول له (فَقالَ لَهُمُ اللهُ مُوتُوا) أي : فأماتهم. وعبرّ به تنبيها على أنّهم ماتوا موتة رجل واحد بمشيئته تعالى ، وفيه تشجيع للمسلمين على الجهاد ؛ إذ الموت لا مفرّ منه ، وأفضله الشّهادة (ثُمَّ أَحْياهُمْ) قيل : مرّ عليهم «حزقيل» عليهالسلام : وقد عريت عظامهم ، وتقطّعت أوصالهم ، فتعجب منهم ، فأوحي إليه :
__________________
(١) قاله سعيد بن جبير وابو العالية والزهري ـ كما في تفسير مجمع البيان ١ : ٣٤٥ ـ.
(٢) قاله ابو علي الجبائي ـ كما في تفسير مجمع البيان ١ : ٣٤٥ ـ.
(٣) تقع شرقيّ واسط ، وبينها وبين «واسط» فرسخ ، كما في معجم البلدان ٢ : ٤٢٤ ـ باب الدال والالف ـ.