وآلهما : أنفسهما ، (١) والآل مقحم ، (٢) أو : أنبياء بني يعقوب لأنّهم بنو عمّهما (تَحْمِلُهُ الْمَلائِكَةُ) قيل : رفعه الله تعالى لما استخفّوا به بعد موسى ، فنزلت به الملائكة وهم يشاهدونه (٣) وقيل : كان بعده فيهم يستفتحون به فأفسدوا فغلبهم الأعداء عليه ، وبقي فيهم إلى أن بعث «طالوت» فابتلوا بالموت والوباء ، فتشاءموا به ، فوضعوه على ثورين ، فساقهما الملائكة إلى طالوت (٤) (إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) من كلام نبيّهم ، أو خطاب من الله تعالى.
[٢٤٩] ـ (فَلَمَّا فَصَلَ طالُوتُ) أصله فصل نفسه ، فكثر فحذف (٥) مفعوله ، وصار كالّلازم ، أي : انفصل عن بلده (بِالْجُنُودِ) وكانوا ثمانين ألفا ، اختارهم إذ لم يخرج إلّا الشّاب النشيط الفارغ ، وكان الوقت قيظا (٦) فشكوا قلّة المياه (قالَ إِنَّ اللهَ مُبْتَلِيكُمْ) : معاملكم معاملة المختبر (بِنَهَرٍ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي) فليس من جملتي أو فليس بمتّحد بي (وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ) : لم يذقه (فَإِنَّهُ مِنِّي إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ) استثناء من «فمن شرب» (غُرْفَةً بِيَدِهِ) فيه قراءتان : (٧) الضّم بمعنى المعروف ، والفتح مصدر ، والمعنى : الرّخصة ، في القليل دون الكثير (فَشَرِبُوا مِنْهُ) كرعوا فيه (٨) (إِلَّا
__________________
(١) يعني : مما ترك موسى وهارون ، يقول العرب آل فلان ، يريدون نفسه ـ كما في تفسير مجمع البيان ١ : ٣٥٣ ـ.
(٢) اي : اقحم كلمة «الآل» في العبارة ، تفخيما لشأن موسى وهارون كما في تفسير البيضاوي ١ : ٢٥٤.
(٣) قاله ابن عباس والحسن ـ كما في تفسير مجمع البيان ١ : ٣٥٣ ـ.
(٤) نقل هذا القول كل من الطبرسي في تفسير مجمع البيان ١ : ٣٥٣ والزمخشري في تفسير الكشاف ١ : ٣٨٠.
(٥) كذا ورد في النسخ والصحيح كما في تفسير البيضاوي ١ : ٢٥٤ : ـ وأصله فصل نفسه عنه ، ولكن لما كثر حذف مفعوله صار كاللازم ـ.
(٦) القيظ : شدة الحر.
(٧) ذكرتا في حجة القراءات : ١٤٠.
(٨) يقال : كرع في الماء او الإناء : إذا مد عنقه وتناول الماء بفيه من موضعه.