يعتدّ بإحسانه على من أحسن إليه (١) (وَلا أَذىً) هو : أن يتطاول عليه بسبب إنعامه عليه. و «ثمّ» للتّفاوت بين الإنفاق وترك المنّ والأذى (لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ).
[٢٦٣] ـ (قَوْلٌ مَعْرُوفٌ) : ردّ جميل (وَمَغْفِرَةٌ) ستر على السائل ، أو : عفو عن إلحافه ، (٢) أو : نيل مغفرة من الله بالرّد الجميل (خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ يَتْبَعُها أَذىً) خبر لهما. وصحّ الابتداء بالنكرة للوصف (وَاللهُ غَنِيٌ) عن إنفاقكم (حَلِيمٌ) لا يعجل بعقوبة من يمنّ ويؤذي.
[٢٦٤] ـ (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُبْطِلُوا صَدَقاتِكُمْ) أجرها (بِالْمَنِّ وَالْأَذى) المنافيين للإخلاص المستحقّ به الثواب (كَالَّذِي يُنْفِقُ مالَهُ رِئاءَ النَّاسِ) كإبطال المنافق المرائي بإنفاقه ، أو : مماثلين للمرائي و «رئاء» مفعول له ، أو : حال ، أي :
مرائيا ، أو : مصدر ، أي : إنفاقا رئاء (وَلا يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ) لا يصدّق بثواب الله في الآخرة (فَمَثَلُهُ) فمثل المرائي (كَمَثَلِ صَفْوانٍ) حجر أملس (عَلَيْهِ تُرابٌ فَأَصابَهُ وابِلٌ) مطر عظيم القطر (فَتَرَكَهُ صَلْداً) : أجرد ، لا تراب عليه (لا يَقْدِرُونَ عَلى شَيْءٍ مِمَّا كَسَبُوا) لا يجدون ثواب ما عملوا رئاء. والضمير ل «الذي ينفق» مرادا به الجنس أو الفريق (وَاللهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكافِرِينَ) لا يقسرهم على الطاعة.
وفيه تعريض بأنّ المنّ ، والأذى ، والرئاء ، من صفات الكافر لا المؤمن.
[٢٦٥] ـ (وَمَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللهِ وَتَثْبِيتاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ) وليثبّتوا بعضها على الإيمان ، فإنّ المال شقيق الروح ، فمن بذل ماله لله تعالى ثبّت بعض نفسه ، ومن بذل ماله وروحه ثبتها كلّها.
أو : تصديقا للإسلام وتحقيقا للجزاء مبتدءا من أصل أنفسهم (كَمَثَلِ جَنَّةٍ)
__________________
(١) نقله البيضاوي في تفسيره ١ : ٢٦٣.
(٢) الالحاف : الإلحاح كما سيذكره المصنف في تفسير الآية ٢٧٣ من هذه السورة.