«ابن عامر» و «حمزة» و «الكسائي» وكسرها الباقون (١) (وَإِنْ تُخْفُوها وَتُؤْتُوهَا الْفُقَراءَ) سرّا (فَهُوَ) فالإخفاء (خَيْرٌ لَكُمْ) قيل : هذا في النفل ، لما روي من أولوية إبداء الفرض (٢) فإن صح خصّص الآية. وإلّا فهي على عمومها (وَيُكَفِّرُ عَنْكُمْ مِنْ سَيِّئاتِكُمْ) قرأ «ابن عامر» و «عاصم» ـ في رواية ـ : بالياء والرفع (٣) والفعل لله ، و «ابن كثير» و «أبو عمرو» و «عاصم» ـ في أخرى ـ : بالنّون مرفوعا (٤) خبر لمحذوف و «نافع» و «حمزة» و «الكسائي» مجزوما على محلّ الجزاء (٥) (وَاللهُ بِما تَعْمَلُونَ) سرّا وجهرا (خَبِيرٌ) عليم.
[٢٧٢] ـ (لَيْسَ عَلَيْكَ هُداهُمْ) : لا يجب عليك أن تجعلهم مهديين ، وإنّما عليك تبليغهم الأوامر والنّواهي (وَلكِنَّ اللهَ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ) يلطف بمن يعلم أنه يصلح باللّطف (وَما تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ) : مال (فَلِأَنْفُسِكُمْ) ثوابه لا لغيركم ، فلا تمنّوا عليه ، ولا تنفقوا الخبيث (وَما تُنْفِقُونَ إِلَّا ابْتِغاءَ وَجْهِ اللهِ) ليس نفقتكم إلّا طلبا لرضى الله تعالى ، أو : معناه النهي (وَما تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ) ثوابه أضعافا تأكيد (٦) للشّرطية السّابقة (وَأَنْتُمْ لا تُظْلَمُونَ) لا تنقصون ثوابه ، قيل : كان المسلمون يمتنعون من التصدق على غير أهل دينهم فنزلت (٧) وخصت بالنفل ؛ لمنع صرف الفرض إلى الكافر.
[٢٧٣] ـ (لِلْفُقَراءِ) أي : اعمدوا ، أو : صدقاتكم للفقراء (الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللهِ) أحصرهم الجهاد (لا يَسْتَطِيعُونَ) لاشتغالهم به (ضَرْباً) : ذهابا (فِي
__________________
(١) حجة القراءات : ١٤٦ ـ ١٤٧.
(٢) رواها الكليني في الكافي ٣ : ٥٠١ والطبرسي في تفسير مجمع البيان ١ : ٣٨٤ والحويزي في تفسير نور الثقلين ١ : ٢٨٩.
(٣ ، ٤ ، ٥) حجة القراءات : ١٤٧ ـ ١٤٨ والكشف عن وجوه القراءات ١ : ٣١٦.
(٦) في الأصل والمطبوعة : تأكيدا ـ وهو خطأ ـ.
(٧) قاله ابن عباس وابن الحنفية وسعيد بن جبير ـ كما في تفسير مجمع البيان ١ : ٣٨٥ ـ.